الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

كبت أمي عزيزة

لا أعلم تماما كيف نرتبط روحيا ببعض ممتلكاتنا الخاصة وبالذات التي تلازمنا فترة طويلة مثل سيارة أو منزل أو راديو قديم أحيانا .




أمي عزيزة لديها إرتباط روحي لا يصدق ، وأظن أن معظم الأمهات والجدات كذلك كما علمت ، مع كبتها ( خزانة ملابسها ) !




الكبت يحوي علي كل ما هو نفيس وغالي . . . معنوي كان أم مادي بالنسبة لأمي عزيزة ومخزنا منيعا لأسرارها وخصوصياتها !




أفرح جدا عندما تدعوني لغرفتها وتقفل علينا الباب ، للإبتعاد عن عيون الخدم ، ثم تقوم بفتح الكبت الذي ما إن يفتح حتي تدخل أنفي رائحته المميزة من خليط الأطياب مع علج البان !



أنتشي لهذه الرائحه فهي ما تميزها وكبتها الغالي ! ومحتويات الكبت جميعا إصطبغت بهذه الرائحة .


مع إني أحفظ جيدا محتوياته إلا أنني أفرح بالعبث وممازحتها بالتخلي عن ما فيه خاصة القديم ، و ترد علي بنرفزة من إلحاحي : ما عليك من شي يخصني ، وإذا مت سوي اللي تبينه بالكبت واللي فيه .


وأرد عليها : بعد عمر طويل إنشاء الله ، وودي يظل دوم مقفول حتى أحافظ على ريحتك بداخله .


أضحك من كل قلبي عندما أتصل على أمي عزيزة خلال ساعات الدوام لأتفقدها ويأتيني ردها بأنها مشغولة بجرد كبتها وأحيانا بترتيبه ! مع إنها تقوم بذلك في كل وقت فراغ لديها ، ويصل أحيانا مرتين في الأسبوع !



أستغرب جدا من ولعها بإعادة ترتيب الكبت وحفظ المفاتيح المهمة بداخله بأماكن لا تخطر على بال أعتى لص . فأي لص يخطر على باله بأن مفتاح التجوري بداخل دعوة زفاف ؟! أو تحت الفوطة المفروشة على الرف ؟ ! أو حتى بداخل علبة البخور ؟!



وزيادة في الحرص على المفاتيح تقوم بتغيير أماكنهم لدرجة أنها تنسى أحيانا أين وضعتهم !



ألبومات صور زفاف أولادها وبناتها وصور أحفادها وبشتي زوجها ووالدها المرحومين وثوب أمها التور الأسود ومكحلة جدتها التي أحضرتها لها من الحج وجامعة ( رقية ) تسهيل الولاده التي كانت تستعين بها وتعيرها للأحباب قديما وإبرة الحياكة التي تحيك بها القحافي ( طاقية الرأس ) ورسائل جدي لها عندما يسافر . . . كل ذلك ثوابت في الكبت الغالي لا يطالهم الجرد .


أما الهدايا المتنوعة التي تتلقاها والأغراض التي تشتريها لإستعمالها مثل شالات فاخرة ، وصلات قماش ، وأطياب متنوعة منها للشعر والملابس والغرف ، أثواب وسجاجيد صلاة بتصاميم مختلفة ، حجابات دانتيل فاخرة ، بخور ، علج البان ، والمرة .


فبعضه للإهداء لنا مرة أخرى والآخر للإستعمال .


للكبت فوائد أخرى غير إحتفاظه بالأغراض ففوق الكبت وتحته مساحات ممتازة لنشر صواني بخور المعمول والمطيب بالمسك وكما تقول أمي عزيزة عندما تعلم إحداهن كيفية صنعه : شري البخور في صواني معدن ودعسيهم تحت الكبت وإلا طمريهم فوقه عن لا تحوشهم الشمس !


ويبقى أهم ما في الكبت وهو التجوري فله حكاية أخرى نذكرها في وقت لاحق .

هناك 13 تعليقًا:

Unknown يقول...

والله ان ياحبيبتي ان هالقصه اعتقد انها في كل بيت وسبحان الله هالكبت فيه اسرار وفيه اشياء غريبه ههههههه ... يحليلهم امهاتنا لكن انا اتسائل دايما هل جيلنا الحالي لما يكبر ويصير بسن امنا عزيزه بيكون عنده هالكبت؟؟؟ وان وجد هل راح يحتوي على هالاشياء الثمينه او انها تتغير بتغير الوقت؟؟؟
على العموم الله يطول عمر امنا عزيزه ويكثر اغراض كبتها ويسهل علينا ايجاد المفتاح وفتحه... مشكوره على القصص الرائعه " ولا يوقف.. لا يوقف.. لايوقف"

غير معرف يقول...

كأنى أشوف الكبت جدامى

وأذا كان من النوع القديم جدا المصنوع من خشب الساج فالواحد أكيد يسمع صرير البتات لما ينفتح ولما يتسكر

العجيب ان الكبتات القديمة كانت دايما باردة من الداخل حتى قبل أيام التكييف

زين ماذكرتى دهن بوفاس
أكيد مافى كرتون صغير للتوزيع على اللى يربطون عصابة الراس

الله يخليلنا أمهاتنا ويطول بأعمارهم ولايحرمنا بركتهم

ومثل المسجات نقول "جمعة مباركة"

nikon 8 يقول...

كويتية بحرينية
على وقتنا بكون عندنا غرفة أو حناح كامل حق أغراضنا الوايده .
الله يعطينا وياكم العمر وبنشوف أحفادنا شنو بعلقون علينا .

nikon 8 يقول...

daggero
جمعة مباركة إنشاءالله .
الكبت للأغراض الغالية على قلب أمي عزيزة فقط .
أما الأغراض الثانية مثل :علبة كاملة من غراش دهن البوفاس والديرم وأكياس الحنة وعلبة دهن فازلين وكريم نيفيا ، كل هذا في جرارات التسريحة مع المشط طبعاوأدوية طبية مشكلة ملونة وأطياب ورشوش للإستعمال اليومي .
وفعلا الله يخلي لنا أمهاتنا وآباءنا .

um.alzain يقول...

الله عيشتينا في عبق الماضي حسيت في لحظه اني امام الكبت اشم رائحته فشكر احييتي فينا حنين للماضي .

um.alzain يقول...

روعه اقل ما بأمكاني وصف مدوناتك أعجبني اسلوبك الراقي وكتاباتك الطريفه احييتي فينا حنين للماضي حسيت اني معاكم في الغرفه امام الكبت شميت رائحته الطيبه فعلا نقلتينا الى زمان اول اتمنى لكى دوام التفوق .

nikon 8 يقول...

um alzain
شكرا على التعليق ونتمنى دوام التواصل .

Eva يقول...

مدونتج وايد خفيفة و حلوة و بنفس الوقت فييها Deepness

من الصبح بديت اب أحدث البوستات لين وصلت هالبوست , و بكمل الباجي انشالله لما اخلص من الشغل اللي ع المكتب..

أو تحت الفوطة المفروشة على الرف " هذا المكان السرّي لمفتاح الكبت بغرفة أمي , و اللي هم يتغير مكانه بين فترة و فترة : )

Your Blog Is Soo Unique : )

nikon 8 يقول...

Eva
شكرا على الإطراء .... خجلتيني
وإنشاءالله نستمر ونتحسن أيضا
واهلا بك عزيزة في دار عزيزة :)

nikon 8 يقول...

Eva
إشلون أقدر أتابع كتاباتك ؟
لاحظت إن لك ثلاث مدونات ... ما شاء الله

mjkout يقول...

الله يخليها لكم انشاء الله


عندي استفسار صغيرون : شلون تسوي البخور و المعمول ؟

nikon 8 يقول...

mjkout
أهلا بك عزيز إنت وطلبك في دار عزيزة
إبشر بالخير مثل ما تقول لك أمي عزيزة ... راح يكون بوست خاص عن البخور المعمول قريبا :)
آمر بعد ؟

مريضة ٌ بالوطن يقول...

موضوعج عجبني

خصوصاً مع احداث هالفترة ؛)

الله يحفظها