فتافيت

من طلعت قناة فتافيت الفضائية ( قناة عربية للطبخ ) صارت home channel على وزن home page لأمي عزيزة ... وابتعدت عن باقي القنوات ... وصارت تمدح فيها وتدلل عليها للقريب والبعيد ... ولو يدرون عنها ملاك القناة كان استغلوها لعمل دعاية لهم ... وجتنا من وراها كم بيزة توزعهم علينا ...كالعادة :)
لكن .. أخخخ ما دروا... وراحت علينا المصاري !
في فترة بعد ما انشهرت القناة قرروا ملاكها يبيعونها .... وحطوا إعلان الياهل الزعلان والموسيقي الحزينة ... ما تتصورون وقتها إشكثر ضاق خلق أمي عزيزة :(
إعلان بيع المحطة طالت مدته ....وإعلانات الفراق والموسيقي الحزينة تضيق الخلق ...وكأنا راح نفقد شخص عزيز ....وقتها قررت أمي عزيزة مع صديقاتها الصبايا إنهم يحطون إعلان مناشده للأمير الوليد بن طلال ليشتري المحطة إذا محد قرر يشتريها ... خلاصة الإعلان :
مناشدة من أمهاتك وجداتك ... ونستنا بالمحطات والأفلام والأغاني والمطربين ... الله يونسك بالعافية ... محطة فتافيت عاجبتنا يا ريت تشتريها وتسميها روتانا مطبخ ... الله يا حنا بندعي لك ... إلى يوم الدين ... يا رب .
يوم رجعت المحطة ...كشرة أمي عزيزة من هالإذن إلي الإذن الثانية ... طقم الأسنان كله باين .... واللي يدخل عليها تبشره بالخبر السعيد ... وتقول له : ما دريتوا ... بالأخبار الحلوه ؟
ويفرحون على بالهم خبر خطوبة أو ترقية أو نجاح ... وإذا عرفوا الحقيقة البسيطة يستانسون أكثر على فرحتها !!
تفضل فتافيت على كل المحطات وتقول لا فيها هم ولاغم ... بالعكس فيها معلومات ومناظر حلوة ووجه حسن !
عادي جدا لما ندخل عليها ساعات ونلاقيها صافة الشغالات والطباخ يتطمشون معاها على طبخة معينة تبيهم يتعلمونها ... مع إنهم ينحرجون لما أحد يدخل ... إلا إنها تقول لهم منتم غرب وتامرهم يكملون الوصفة وبعدين يروحون ...!
وساعات بعز سالفة حامية مندمجين كلنا فيها ... نسمع فجأة صوت تنطع أمي عزيزة وصديقاتها على أكلة ... طأ ..طأ ..طأ.. يا نطعها .. يا لذها ...طأ .. طأ.. طأ .. والمذيع الطباخ يتلذذ ... أمممم ..أمم ...آآآه ..... واوووو .
ويعلقون بأعلى أصواتهم ويشتطون ... اللي تقول مصيبة صابته بسرعة سواه ( تكون مادحته )... واللي تقول ..ما يبيله شي باكر أذوقه لكم ( هذه الشاطرة فيهم )... واللي تقول عفارين واحد حط هذا على ذاك وصارت طبخة ! ( لا تخافون عينها بارده ما تنضل )
بالضبط مثل الشياب ( أقصد الشباب ) لما يتابعون المصارعة أو كرة القدم !
واللي ما عجبها ... عوت حلجها وقالت بصوت واطي حق اللي جنبها ( ما تتجرأ تقول ما عجبني ... يقومون عليها المؤيدين ! ) : الله يزيد النعمة ... بربس بربس وقام يعوي علينا .. على باله بشوقنا !
خنت حيلي أمي عزيزة ما تلحق تقرأ الترجمة وايد سريعة عليها على ما تقرا كلمتين وتتهجا الثالثة تكون الجملة راحت وجت جملة ثانية ... عشان كذي وايد حبت حركة فتافيت لما خلوا جيادا اللي تطبخ إيطالي مدبلجة بالعربي .
مع إنها ساعات تعيب عليها لما تمط الكلام وتقول الإيطالية قامت تقلد حليمة بولند ... وتتساءل من بقى ما قلدها ؟
ومع مصاعبها بقراءة الترجمة لصغر الخط وسرعتة .... تموت على أم الإغراء ( تقصد نايجيلا ) تقول طرة عيونها تذكرها بهند رستم !... وتحب تتابعها وتضحك لما تشوفها قايمة من غز نومها من فراشها يوعانه وغايره على الثلاجة تدور شي تاكله وإلا تسوي لها حليب كاكاو دافي ... وتعلق عليها : لو أسوي مثلها كان السكر ضارب بالعلالي .. وداعية عرض الباب من الشحوم !
من كم يوم كانت حلقة نايجيلا عن توارث الوصفات في عائلتها ودفتر وصفات جدتها وقصاصات الوصفات ... ذكريات حلوة .
حبينا إحنا الحفيدات نمازح أمنا عزيزة ونطالبها بدفتر وصفات بخط يدها أو أواني منزلية نتوارثها حالنا حال الأجانب ... لما يطلعون قوري شاي وطقم أكواب شاي من زمن جدات جداتهم ... محافظين عليه وكأنه جديد محد إستعمله .. ردت علينا : لو أعرف أكتب كان سويت لكم ... والله يعافي محو الأمية اللي خلتنا نقرا المصحف على الأقل وننفع عمرنا ....أما المواعين والمزهريات فما خليتوا لي شي ... اللي ما كسروه أبهاتكم وأمهاتكم ... كسرتوه إنتو لي وإنتو صغار ... والي سلم منكم ... لحقوا عليه الخدام ... وفركت يدا بيد من الحسرة .... واعليه على ما خليتوا لي شي أتذكره ... وإلا جدكم الله يرحمه ما قصر علي كل شي بخاطري جابه لي .
وفجأءة لمعت عيونها وتذكرت شي : عندي جدر العزايم وصفرية الهريس والمضرابة والملاس ومغرفة المرق وجيلة العرناس ... تبونهم ؟!
ليتنا ما طلبنا ... شنسوي بجدر إشكبره كله طقات وقاعته من بره سنون وصفرية هريس مخفسة وجيلة عرناس عتيجة !
وإشمعنى يعني علبة الأناناس المحفوظ صارت جيلة ؟
ليش مو علبة البزاليا ؟ مثلا ! .... ما أدري ؟
نعاف الستنلس ستيل اللي نشوف وجهنا فيه من لمعته والأواني الملونة اللي تشوق وأحجامها اللابجه وعلى قدنا وناخذ جدور كأنهم حمامات سباحة صغار !
صج لقافه مو بمكانها !!!