السبت، 21 مارس 2009

عيد الأم

مؤخرا علمت أن الرحلة التي حصلت بعد حصولي على الثانوية العامة كانت مدبرة من أمي وأبي .... أما التنفيذ فنفذته أمي عزيزة بجدارة .
أرادت أمي أن أتسلح ببعض النصايح وأنا على أبواب الحياة الجامعية والمسؤولية ، كانت في حيرة ... كيف تتصرف بدون تلقين مباشر مرفوض من مراهقة مثلي بذلك الوقت !!!!
وبينما كانت هي ووالدي يسولفون لجدتي عن همومهما ومخاوفهما في تربية الأبناء وبخاصة وإن بنتهم البكر على أعتاب الحياة الجدية ............... طمأنتهم أمي عزيزة بأن خوفهم مبالغ فيه وإن البنت إسم الله عليها ( اللي إهي أنا ... إحم إحم ) الله هاديها ... وقالت : أنا بعلمها شوية دروس للحياة مثل ما علمت عيالي .... وتركوا الطريقة علي !
كانت متعودة على السفر إلى مصر كل سنة مع جدي الله يرحمه .... وواظبت على تلك العادة بعد وفاته .... فصارت تصطحب معها صديقاتها وأقاربها .
أقنعتني جدتي بأني معزومة على السفر في تلك المره كهدية لنجاحي وحصولي على مجموع جيد من الثانوية العامة .
قضيت أسبوعان برفقة مجموعة .... لا تجمعني معهم أي إهتمامات مشتركة ولا تناسق بالأعمار !!!
كانت رحلة لها نكهة خاصة تختلف عن غيرها وذكراها لا تزال حاضرة بذهني وكأنها حدثت البارحة .... ففيها فرحت ... وزعلت ... وبكيت ...وتعسرت .... وضحكت ... وإستانست ....
وبالمقابل تعلمت الكثير أسرار وأصول التعامل مع الناس .
لم يكن قد سبق لي السفر مع مجموعة مصر بالذات بإستثناء أمي عزيزة التي أسافر معها كثيرا
مع إني كنت أراهم دائما بدار عزيزة ....لكنها كانت معرفة فقط .... يعني أعرفهم وما أعرفهم ولم أتعامل معهم بأكثر من السلامات والأحاديث العابرة الخفيفة .
الرحلة كانت كورس مكثف لكيفية التعامل مع البشر بدون توجيه مباشر
تشربت الكثير من الدروس في تلك الرحلة من غير أن أعي بأهميتها
بعضها كان مزعجا .... مثل إكتشاف عيوب الناس والإضطرار للتعامل معهم مثل أم راشد الحنانة !!!!
وبعضها كان ممتعا .... مثل التسامح الذي يجمعهم كلما إختلفوا على شي
خلافات بعضها كانت تسوى والكثير منها لايسوى مثل معايات... أو مزاج .... أو طبع أقشر !!!
تعلمت أدب الإختلاف مع الغير .... نعم للخلافات أدب ...
تعلمت أدب الخصام مع الغير ....كنت صغيرة وكنت أعتقد أن تعليمي وحصولي على مجموع عالي في الثانوية العامة يفضلني عليهم بكثير من الأمور أولها المعرفة .....
جاهلة إن خبرة الحياة هي أفضل تعليم .... والليونة في التعامل لها مفعول السحر
تعلمت إن المواقف الصعبة والأسفار تكشف معادن الناس .... كانت فكرتي عن إحدى المسافرات معنا إنها طبانة وثقيلة طينة .... وبصراحة لم أكن أحبها.... وكنت أستغرب لماذا تعزها أمي عزيزة جدا وما ترضى عليها ؟!
بعد تلك الرحلة صارت أعز وحده لي من رواد دار عزيزة
تعلمت التأقلم والتنازل في بعض الأمور بمزاجي .... فقد كانت أمي عزيزة تغمز لي بأن أتغاضى عن موقف معين عندما أدخل بجدال أو أصدام برأي إحداهن .... وعندما أنفرد معها بالليل تقول لي : يا بنيتي مشي الموقف مو كل شي تدققين عليه .... وبالذات إذا ما كان ضارج بشي .... وتكمل ضاحكة :
خذيتي طبع إختي ساره الله يصلحها .... هههههه .... كانت زعول وعوبه من صغرها ههههه
تعلمت أدب المشاركة في الأحاديث ...مشاركة المكان ... مشاركة الأشخاص ... مشاركة الإهتمامات
تعلمت إحترام خصوصية الناس وإن الصداقة لا تعني خرق حاجز الخصوصية للأصحاب
تعلمت التمهل في الصداقة .... فالصديق الصدوق شيء قيم .....والصاحب ... ساحب
تعلمت إن المجالس أسرار ... مو كل اللي نسمعه للنشر .... ولا كل شي ندري عنه مباح للنشر
تعلمت تدبير أموري المالية فأبي أعطاني مبلغ من المال ..... وجدتي همست لي عندما وصلنا لمصر : سانعي في أوبيزاتج ...... ولا تفسفسينهم ....... إخذي هدايا حق أمج وأبوج وإخوانج ...... وإخذي اللي محتاجته ولا هو متوفر بالكويت ........ مو كل شي يعجبج وهو ما له فايده تاخذينه !!!
مؤخرا فقط علمت أن مشاركتي في سفرة مصر كانت لتهيأتي للحياة وإكتشاف صنوف البشر وعدم التسرع بالحكم عليهم .... وصدقت أمي عزيزة عندما قالت إنها هدية نجاحج
أحسست بقيمة هديتها بعد سنوات .... معظم الهدايا ( نقود – سيارة – ميدالية – عزايم مطاعم – عطور – قطع ذهب بسيطة ) التي تلقيتها بنجاحي لم تعد عندي
وظلت قيم الرحلة مرافقة لي
أه .... ولكن وهذا لا يعني إني صرت مثالية .... وخوش بنت !!!!
فلا زالت ترافقني بعض الأطباع المزعجة لغيري ... ولحد الحين فيني بعض العادات التي أتمنى النجاح بتغييرها مستقبلا ..... وأمي تقول هذي العادات والأطباع راح تخف مع التقدم بالعمر ...... وممارسة الأمومة
دخلت الجامعة وتخرجت .... وإشتغلت .... وتزوجت .... ودورس الرحلة ترافقني .... فالتعامل مع الناس لا ينتهي .... لأكتشف معها دروس أخرى .... أخزنها ... ترقبا للزمن الذي سيحتاج صغاري لتلك الدروس .
شكرا لك يا أمي .... وشكرا كثيرا لأمي عزيزة أطال الله بعمرها
التقدير والإحساس بقيمة الأم ومتاعب الأمومة نستشعرها عندما نكون أمهات
وبمناسبة عيد الأم أحب أن أذكر شي ..... من صارت موضة عيد الأم .... تقبلت أمي عزيزة الهدايا عن طيب خاطر لمدة ثلاث سنوات متتالية
بعدها أعلنت إن مخزنها فايض من الإستكانات والأواني المنزلية ... وكبتها ما عاد يشيل الشالات والعطور .... والذهب ما عاد يستهويها مثل قبل .... فصارت تهديه للممرضات في المستوصف والمستشفيات كلما أعجبت ممرضة بخاتم أو أسوار .
وقالت لنا بصراحة هديتي اللي أبيها منكم :
إنكم تسمعون كلامي زين وتقولون صاجة أمنا .... مو تدخلون الكلام من إذن وتطلعونة من الإذن الثانية وتقولون أمنا إشعرفها كبرت وخرفت !!!
وما تزعلوني وتقاطعوني أو تشيلون روحكم وتثقلون خاطركم علي لأي سبب كان ..... وفي عيد الأم تركضون لي بالهدية !!!
ترا ما راح أفرح فيها :(
فرحتي هي برضاي عليكم :)

كل عام وأنتم بخير يا أمهات :)

هناك 13 تعليقًا:

Hasan.B يقول...

Ala ekhaleha lekom

Q8EL5AIR يقول...

ماشاءالله كل هذا تعلمتيه !!

لا اله الا الله .. عفيه عليج .. كفو والله :)

ومنها للاعلى .. عيل لازم نطلب العلم عندج الحين :)


" مصائب قوم عند قوم فوائد يبه "




وتحياتي ..
ويسلموااااااااااااااااااا :)

غير معرف يقول...

حدة شي عجيب ,, وهم شي غالي

اتوقع هالرحلة مالها مثيل ..

ربي يباركلج

الزين يقول...

احلى بوست قريته عن عيد الأم

بدون مبالغة ولا مجاملة



وكل عام وكل ام بالف خير

chandal/danchal!! يقول...

الله يخليها لكم ويباركلها في ذريتها


ما شاءالله... احس حتى اختيارها لمصر ما كان صدفة!

التردد على مصر يطور الذات


وكل عام وانت بخير

:)

enter-q8 يقول...

الله يخليلكم اياها و يطولكم بعمرها ان شاء الله
الكبار بركة الدار فعلاً

um_alzain يقول...

كل عام وانتي وماما عزيزه بخير
الامهات والجدات كلهم حكمه
وهم بركه للبيت وقدوه لنا نستنور بفعايلهم وتصرفاتهم ونقتدي فيهم
عسى الله يطول بعمرها
ويخليها ذخر لكم.

دلي وملي يقول...

قمه بالتشويق......

متعه في القرائه......

وكل عام وانتي سراج مضيء لدار عزيزه..

برنسيس إيكاروس يقول...

ابنتي الحبوبة
الله يحفظك ويحفظ الوالدة والأم السنعة ماما عزيزة لكم..وكل عام والجميع سعيد ومستانس إن شاء الله.
****
عزيزتي أتمنى أن أشجعك على الكتابة لأن أسلوبك جميل قصصي وما دمت تحبين الأدب وتتذوقينه ليش ما تجربين تكتبين قصص قصيرة.. أشجعك لأني أديبة وكاتبةوأهتم بالكتاب المبتدئين.. إذا احتجت مساعدة آنة مستعدة يا ابنتي
وشكرا على مرورك الشفيف على مدونتي
مودتي
منى

um_alzain يقول...

عزيزتي nikon8
قرأت كلمات عن الام واعجبتني وحبيت اشاركك فيها
وهي
مايقدمه العالم للام لايزال اقل بكثير مما تقدمه الام للعالم , وما الرجال والنساء الذين ينهضون بعالمنا اليوم الا من خريجي مدرسة الام التي في صناعتها لمستقبل اسرتها تصنع مستقبل العالم ,

فموضوعك وموقف امك وجدتك ترجمه فعليه لهذه الكلمات .

فتحيه للام في يومها وكل يوم .

غير معرف يقول...

متابع ...



وبأنتظار المزيد من الموضوعات الممتعه ...


تحياتي

Salah يقول...

كل عام وانت بخير (ولو انها متأخرة)

أمج عزيزة ما تاخذ بنتي اسبوع معاها مصر؟

:)

Nikon 8 يقول...

صلاح
وأنت بخير وسلامة
حاضرين ..... بشرط تعلم أمي عزيزة شوية من إتيكيت الإنكليز :)