أتلانتس .... دبي ( 2 )

جزيرة النخلة من المشاريع المهمة في العالم ( بالرغم من تحفظات مناصري البيئة ) وتولت الناشيونال جيوكرافيك توثيق مراحل بنائها في فيلم وثائقي خاص
يا له من حلم وتحدي آخر نجحت إمارة دبي الصغيرة بتحقيقة .... نخلة في وسط البحر !
يا له من تضاد من نتعوده .... فالنخلة مكانها كما إعتدنا واحات صحارينا القاحلة عندما تمنحنا بارقة الأمل والراحة بعد عناء التعب والعطش ..... النخلة شجرة تكاد تكون مقدسة عندنا ... شموخها ... قوة تحملها .... ثمارها اللطيفة التي نتمتع ونتباهى بجنيه هذه الأيام .... كل صفاتها تحببنا بها ونتعلم منها .
يقع فندق أتلانتس دبي في الهلال المحيط بجزيرة النخلة مقابل رأس النخلة تقريبا ويفصله عن الجزيرة ماء البحر ... أحببت الهلال الذي يحيط بالنخلة وكأنه يضمها لقلبه ... ولادة هلال شهر تبعث الفرح للنفوس ورؤية النخلة تبث الفخر فكيف إذا كان الفرح يضم الفخر لحنايا قلبه ؟ تعودنا رؤية الهلال وبوسطه نجمة أما هلال من السماء بوسطه نخلة من الأرض فهذا جديد ... وبرافو لمن فكر به .
الوصول للفندق يكون عن طريق نفق تحت الماء يغلف جدرانه موزاييك بلون البحر الأزرق المريح ورسومات مختلفة بالموزاييك للنخلة التي غادرناها للتو متجهين نحو الهلال .... عبرنا النفق بالسيارة ولم أشعر بذاك الشعور الخانق المخيف الذي يعتريني كلما عبرت نفقا
طريق النفق كان سلسا وسالكا .... الإضاءة مريحة لا تشعرك بأنك تحت الماء والتهوية أيضا كانت جيدة
دقائق قليلة في النفق ونصل بعدها لمدخل الفندق المهيب
ونص ساعة تقريبا من المطار إلى الفندق فقط ... لم أصادف ولله الحمد الزحام المروري الذي يتذمر الناس منه
وصلنا لمبني كبير مترامي الأطراف بلون الرمال الصفراء المائلة للون البرتقالي قليلا .... تعلوه الأبراج ويتقدمة مدخل مظلل تحيط به مسطحات مائية جمالية على يمينه ويساره ويقودنا إلى إستقبال الفندق الذي يعلوه قوس شاهق الإرتفاع
إرتفاع القوس الذي يحيط بصالة الإستقبال ( اللوبي ) غير طبيعي ومتعمدة لإيصال رسالة غير مباشرة بعظمة المكان
إستقبال الفندق ( اللوبي ) يغلب عليه اللونين الأزرق والبرتقالي مع توظيف للعنصر المائي على شكل نوافير متعددة الأشكال ومشاركة لصور ومجسمات الأحياء المائية من مخلوقات مائية وأصداف مختلفة لتذكرك بالبحر أينما تمشيت حول الفندق .... أشكال الأصداف المائية تقابلك أينما كنت ... إبليكات الإنارة الجانبية ..... سجاد ممرات الغرف .... إطار مرايا الغرف وغيره من الأمور الصغيرة التي قد فاتتني ملاحظتها .
اللون الذهبي أيضا حاضر بقوة وبخاصة في الأعمدة ليذكرنا بثراء مدينة أتلانتس ومبانيها المطلية بالذهب !
الفندق يعد أكبر منتجع في الشرق الأوسط تكلفة بنائة تقريبا نص مليار دينار كويتي ( 6 مليار درهم إماراتي حسب الكتاب السنوي لدولة الإمارات العربية المتحدة لسنة 2009) يتميز بمبدأ مختلف عن غيره من الفنادق قد لا يعيه هواة التسوق والتمشي في المولات فهو منتجع للراحة والإستجمام والتسلية .... وفرصة للعيش داخل أسواره بأجواء غير عن التي تعودناها لتنقلنا لعالم مدينة أتلانتس !
بعده عن أماكن الترفيه والأسواق المعروفة .... تميز موقعه بحيث لا يجاوره أحد ( وسط الهلال وفوق رأس النخلة تقريبا ) .... مساحتة الكبيرة .... ضخامة البنيان ... عناصركلها إجتمعت لتتناسب مع إثارة أسطورة أتلانتس القارة المفقودة مع تمازج ذكي بين الحقيقة والخيال .... وبين الحداثة وأسطورة أتلانتس
ننتقل بعد اللوبي إلى غرف واسعة ومريحة بعيدة عن صخب ألوان اللوبي تقع في الدور الرابع عشر ومطلة على رأس النخلة .
يمكنني من البلكونة رؤية السيارات في منظر غريب نوعا ما وهي تصل لنهاية الشارع الرئيسي في وسط النخلة لتختفي بعدها ... سيارة بعد الأخرى وكأن الأرض تبتلعها !
نعم تبتلعها الأرض ولكن لتدخل النفق الموصل للهلال حيث أتلانتس
كما يمكنني مشاهدة القطار يتحرك من وإلى أتلانتس في طريق معلق بالهواء وأعتقد أن منظر أتلانتس من علو أيضا جميل ويستحق المشاهدة .... لكني أترك هذا الإكتشاف للزيارة القادمة بإذن الله .
توفر وسائل الترفية للأطفال والكبار ووسائل الإسترخاء والمساجات المختلفة والمميزة في السبا مثل التدليك على منظر الغروب .... توفر عدد كبير نوعا ما من المطاعم مع تنوع كبير في أصناف الطعام المقدمة لتشمل كل مطابخ العالم (بعض المطاعم ترفض دخول من يلبس الشورت أو البرمودا ).... الحديقة المائية ( تشبه الأكوا بارك عندنا مع فرق تنوع ألعابها ومساحتها الكبيرة والنظافة الملحوظة !!! ) خليج الدلافين ..... متعة إستكشاف المكان تجبرنا على البقاء أكثر في المكان .... لدرجة أنني غادرت المكان وأنا لم أشبع منه !!!

وللحديث بقية ....