أتلانتس .... دبي ( 4 )

- مدخل الإكوايرم -

نصل للجزء المفضل لدي في أتلانتس
الإكوايرم .....هو حوض أسماك كبير نملك واحدا شبيها به بالكويت !
إلا أن ما أعجبني به هو الجو الخاص به والذي ينقلك إلى بقايا آثار مدينة أتلانتس الغارقة في أعماق المحيط الأطلسي !الدخول للإكوايرم مجانا لساكني الفندق ويقع أسفل دور اللوبي في دور يسمونه الأرضي
مدخل الإكوايرم كأنه مدخل مغارة يأخذنا في ممر متعرج إلى أحواض أسماك مختلفة لعل أبرزها بالنسبة لي هو حوض القناديل المضيئة ذو النافذة الدائرية .

الشعور العام داخل الإكوايرم هو كأنني في جوف كهف كبير نظيف ومظلم قليلا بداخله مجسمات لأهل أتلانتس وأدواتهم ..... وباب أتلانتس الكبير الملون
ألوان الباب قد لا تبدو واضحة إلا في الصور بسبب إنارة الفلاش
الوقوف أمام حوض الأسماك وتأمل الأسماك المتعدد وهي تسبح حول أنقاض مدينة أتلانتيس الغارقة بأعمدتها وأحجاها المربعة الكبيرة منظر مهيب حقا وكأنني أقف في قاع المحيط !

- أنقاض أتلانتس والأسماك الصغيرة تسبح حولها -

الإعلان الذي نراه عن أتلانتس رسخ في ذهني أن جزء كبير من الغرف تطل على الإكوايرم .... وفي الحقيقة هما غرفتان فقط !!

أحداهما تكلفة ليلتها فوق الألفين دينار كويتي والأخرى أكثر هذا المبلغ بشيء محترم ... وبصراحة لم أحفظ السعر لأنه فوق ميزانيتي بكثير !
والطريف أنهما محجوزتان لمدة طويلة للأمام !!!
يحكي لي أحد المحظوظين بالنوم بأحدى الغرفتان ( حداق مغرم بالأسماك ) إنها تجربة جميلة ومريحة للأعصاب وأنه يفكر جديا بإعادة التجربة مرة أخرى بعد أن يجمع المال اللازم ليمتع نفسه :)

التسوق ليس شيئا رئيسيا في المنتجع وينحصر في عدد من المحلات الراقية ( في الدور الأرضي ) تصطف على جوانب طريق يسمى بالأفينيوز وهناك محلات لبيع السلع التذكارية للمنتجع ومحل قريب من اللوبي شبيه ببقالة أنيقة لبيع السلع الضرورية لقاطني المنتجع .
من المهم أن نعرف ن المنتجع ليس موجها للخليجيين فقط أو المسلمين فهو كأي فندق في أي عاصمة عالمية .... حرصت على ذكر هذا الشيء بالذات لأني شاهدت إستياء عدد من المتدينات والأسر المحافظة ومللهن لعدم وجود ما يناسبهن بالمنتجع كما ذكرن لي .
في الويك أند تقام حفلات مفتوحة على الشاطيء وإطلاق للألعاب النارية .... لم أحضرها لأني كنت مشغولة بالتسوق في دبي مول حالي حال كل الكويتيين .... لا سفر من دون تسوق !!!

وحصيلة التسوق كانت فقط عرايس محشوة لشخصيات مسلسلي المفضل العجايز ( أم خماس وربعها ) :)

وأحمد ربي أن سوق الكويت ملأ عيوننا فكل شيء متوفر ...( وإفتكينا من شفاحة المشترى )

لا شيء كامل والكامل الله .... فمع كل المتع التي ذكرتها تظل هناك ملاحظات هندسية بسيطة وبخاصة في التشطيب .... ربما تكون السرعة القياسية في إنجاز المنتجع هي السبب !
وملاحظات تشغيلية أهمها عدم كفاية العاملين في بعض الأماكن وأخص بالذكر كمثال السيارات المفتوحة التي تنقل المرتادين من وإلى الحديقة المائية .
أما باقي الملاحظات فأحتفظ بها لأنقلها لإدارة المنتجع بنفسي في الزيارة القادمة بإذن الله أو ربما أرسها بالبريد الإلكتروني .... وهي في كل الأحوال تظل ملاحظات بالإمكان حلها ببساطة ولا تؤثر سلبا على روعة المنتجع بقدر ما ستكون عاملا لزيادة كفاءته

الأسعار سياحية ومرتفعة مقارنة مع غيره من المنتجعات سواء السبا أو الغرف أو المطاعم أو الدلافين أو الصور التي تلتقط عند الدلافين والحديقة المائية .

الموسم هذا الصيف من أقسى المواسم التي مرت على دبي في السنوات الأخيرة بالرغم من دعاية مهرجان التسوق !وحسب معلومة سمعتها من عاملة الحجوزات في وكالة السفريات التي أتعامل معها فإن الإقبال كان على أشده على فندق أتلانتس بالذات لدرجة خيبت ظنون من كان يتوقع ضعف إقبال السياح هذا الصيف .

تجول الفنان الإماراتي عبدالله بالخير في المنتجع سرق أضواء عدستي لدرجة إني صورته أكثر من الفندق نفسه :)

سألت أحد المهتمين بالإستثمار والسياحة عن سبب عدم وجود منتجعات بهذا المستوى بالكويت ؟

فرد علي : من الصعب جدا عمل مثل تلك المشاريع المكلفة ماديا لأن تكاليف دخول الفرد فيها ستكون أقلها عشرة دنانير غيرتكاليف وجباته ومشروباته داخل المرفق الترفيهي وذلك حتى نتمكن من تغطية تكاليف التشغيل والصيانة والأرباح وهذا أمر مرهق جدا لميزانية الكثير من الأسر ناهيك عن قوانين أخرى وإعتبارات دينية وإجتماعية تجعل إستعمالها محدود لفئة معينة لا تكفي لتحقيق الإستمرار بالمستوى المطلوب وجني الأرباح

الفنان عبدالله بالخير بسيارته البنتلي الحمراء

ننتهي من وصف فندق أتلانتس دبي كما شاهدته بعيوني وإحساسي وأعيد مرة أخرى أن ما دفعني لهذا هو رغبة المقربين مني بنشر تلك المعلومات لشعورهم بأنه مختلف عن ما سمعوه .... وقد تكون بداية لتدوين رحلاتي السابقة واللاحقة بإذن الله .
شردت كثيرا بالوصف ..... عجنت الأسطورة بالفلسفة والنظرة الهندسية .... من المهم الإستشعار بقيمة كل شيء والتمتع به .... وشرودي كان للفت النظر بقيمة الإستشعار بكل شيء وبالذات بأعمال من سبقونا لأن ما نراه هو عملهم الشاهد على وجودهم فقط .
كل شيء مصيره الزوال وربما المجهول ... وتبقى أثاره لتدل عليه ....ولنا في أتلانتس وغيرها من الحضارات عبرة بذلك .