كنات خالتي بدرية

مشاغل العمل ورعاية أسرنا الصغيرة تبعدنا عن بعض أقربائنا لفترات طويلة !
ليجمعنا يوم العيد في لمة لطيفة ... نجتمع بعد غياب .... وقد تغيرنا قليلا بعد آخر عيد جمعنا..... فلان صار يلبس نظارة ... وفلانة أجرت عملية وتخلصت من النظارة التي ظلت تلازمها سنوات طويلة .... فلانة أجرت تحزيم للمعدة وخسرت الكثير من وزنها الذي كان يميزها ... في هذا العيد لاحظت أن ذوي الأوزان الكبيرة المستعصية فقدوا الكثير من أوزانهم بسبب العمليات .... رتم الحياة السريع وحصر حضور الحفلات العائلية على الكبار فقط وبأعداد محددة ونظام حفلات الإستقبال التي لا أستلطفها حرمنا وأطفالنا من إلتقائنا بباقي أهلنا ومعارفنا في جلسات جميلة وسوالف الحلوة ومعرفة أخبار بعضنا البعض !!!
أحمد ربي إن زوارة العيد لازالت مستمرة ... نجلس مع بعضنا البعض لفترة طويلة من بعد صلاة الظهر حتى صلاة المغرب .... والدعوة مفتوحة لجميع الأقارب ... هم وأطفالهم وشغالاتهم إن أحبوا أيضا ... نتبادل معهم الأحاديث ... وننقسم تلقائيا إلى مجاميع صغيرة متقاربة في الأعمار ... مجموعة أطفال ... مجموعة مراهقات ... مجموعة أمهات صغيرات... ومجموعة الأمهات الكبيرات والجدات ومعهن الصبايا دار عزيزة ... صبايا الخير والبركة :))
كل سنة تنضم إلينا وجوه جديدة من الأنسباء والكنات الجدد .... أقرب الكنات لنفسي هن كنات خالتي بدرية أطال الله بعمرها فهي جدة منذ ستة عشر سنة ... وكناتها الثلاثة كن أول كنات في دار عزيزة ... نحن وأولاد خالتي بدرية الثلاثة كنا أكبر الأحفاد في دار عزيزة... تربينا معا ولعبنا معا ... تجمعنا ذكريات الشقاوة في البيت الكبير القديم ... كبرنا وإختلفت ميولنا الدراسية والدينية فصرنا كبوقتادة وبونبيل حاليا ... ولكن ظل الحب الصادق والإحترام وصلة الدم تجمعنا ... لا زلت عند أي مشكلة أو مساعدة لا أفكر إلا بأولاد خالتي بدرية ( لله يطرح فيهم البركة )
في بداية تدينهم لم أتقبل إبتعادهم عنا والسلام علينا وهم مطأطئين رؤوسهم للأرض وبالذات عندما أكون بكامل تبرجي ( والحمرة الحمرا ترس البراطم ومتوصية بباقي الألوان على وجهي ونافشة الشعر ) !
ومع الوقت إحترمنا رغباتهم فصرنا لا نتبرج بوجودهم ونلبس ما يليق بوجودهم ومع الوقت هم أيضا خفوا قليلا وتعودوا على منظر المتبرجات في كل مكان !
وإن كنا لا نزال علي إحترامنا لشعورهم ولا يزالون على تدينهم السمح
أولاد خالتي بدرية قرروا ثلاثتهم الزواج مبكرا وفي وقت واحد ... فكان زواج كل واحد تفصله فترة زمنية بسيطة عن أخيه الآخر .... كان أهم شرط عندهم هو أن تكون العروس منقبة ... وكان لهم ما أرادوا !
دخول ثلاثة منقبات علينا دفعة واحدة كان غريبا نوعا ما على دار عزيزة الوسطي الإتجاه !
وأدخل تغيرا واضحا في دار عزيزة فصار دخول الرجال على دار عزيزة يتم بإستئذان ومواعيد معروفة حرصا على راحة الجميع وعدم إحراج كناتنا العزيزات ... من بعد ما كان مجلس دار عزيزة كديوان كبير مفتوح في المناسبات الكل يدخل ويسلم نساء ورجال وأطفال !
تصرفات الكنات الثلاثة التي تقطر ذوقا كانت ولا تزال مثالا للإلتزام الديني والأخلاق العالية ... إلتزام بالشكل والمضمون !
رغم نقاباتهم وتشددهم الظاهري وتخصصهن الدراسي في الشريعة الإسلامية .. إلا أنهن محبات للفنون وذواقات له ... مقبلات على تعلم العلوم الحديثة مثل الكمبيوتر وحريصات على إتقان أولادهن له ... متابعات للموضة بما يناسبهن ويناسب بناتهن ... ديكورات منازلهن جميلة وحديثة ... منازلهن تتميز بالخصوصية التي تسمح لهن بالجلوس بحديقة المنزل دون إنكشاف على الجيران ... حريصات على تعليم بناتهن مهارات مختلفة بما فيها كيفية وأصول وضع الماكياج !
لا أشعر إن إلتزامهن الديني حرمهن من متع وعلوم مباحة أرى الكثيرات غيرهن يحرمنها أو يخشون على أنفسهن أو على أولادهن من الإنفتان بها كالتلفزيون مثلا أويجنحن للتقشف الزائد بكل شي ويحرمن أنفسهن من التمتع بالنعم التي أنعمها الله عليهن !!!
في غداء العيد دائما أبحث عن أطباق كنات خالتي بدرية ... لأني أعرف تميزهن بكل ما هو جديد ولذيذ :)
كل شي لديهن بالعيد جديد .... لوك ... أطباق ... إهتمامات ... سوالف :))
نهجهن السمح وإندماجهن مع أهل أزواجهن هذا شجع باقي الكنات الجديدات على الإحتذاء به ... فكن فال بداية جيل كنات طيب !
قد يكون كلامي غير ضروري لكثير من الناس لكنه بالنسبة لي تحية تقدير لأمهات توازن في إهتماماتها الدينية والدنيوية وتحترم إلتزامها الديني شكلا وموضوعا .... تواجدها بين الناس فيه خير ومنفعة ومحبة وضحكة من القلب ومشاركة في المعرفة ... نتركهن ولم نمل من حديثهن ... والأهم من هذا كله ندير ظهورنا ولا نخشى طعنة من الخلف !!!
ولكن أصابع اليد ليست واحدة لأننا كغيرنا من الأسر نعاني من نوعيات من النساء أدائها لواجباتها لا يخلو من أذية الناس ... دخولها لمجلس يكهرب الأجواء بسلامها على الحار على وحده وصدها عن أخرى وتكشيرها بوجه عدد لا بأس به !!!
طوال فترة جلوسها تبحث بأذانها وعيونها عن كل ما يثير إهتمامها المريض مثل فلانه زعلانه مع زوحها ما زارت وفلانه ما تعرف تلبس على كثر الخير اللي عندها !

وتطورت الآن وصارت وهي جالسة أصابعها تلعب بهواتفها النقالة والبلاك بيري ترسل رسائل ( وتحش ) بكل صفاقة !!!

لا يردعها في ذلك لا أخلاق ولا حجاب تجهد نفسها في إختيار ألوانه !!!
أما خروجها من المجلس فيكون محملا بكل أنواع القيل والقال والفتن التي تنقلها لمثيلاتها وتصدع بها راس الزوج المسكين لتزيد الفجوة بينه وبين أهله !
لا هلا ولا مرحبا بهذى النماين
ويا ألف مرحبا بمن تغيرنا علشانهم وكانوا يستحقونه

الله يكثر من أمثالكم يا كنات :)