الصبايا وفوزية الدريع

وإنتهي رمضان وإنتهت مسلسلاته
لنعود مرة أخرى إلى برامج التلفزيون المعتادة طوال السنة
إعادة لمسلسلات رمضان .... مسلسلات تركية جديدة بأبطال وبطلات جميلات ووجوه طبيعية جميلة وحوارات أحلى .... ستار أكاديمي وقصص الحب المفبركة داخل أسواره ومونتاج يتعمد إظهار طالب بصورة ( راعي مشاكل ) ومونتاج آخر يجعل طالب آخر يبدو مثاليا وهو في الواقع أبعد ما يكون عن ذلك !
برنامج حوارات ومسابقات وجوائز ( تطير عقول المتسابقين ) وإن كانت صبايا دار عزيزة لا زلن يفتقدن طلة جورج قرداحي وضحكتة (اللي ترد الروح ) على حد تعبيرهن في برنامجة الشهير من سيربح المليون ؟
من أكثر البرامج مشاهدة عند صبايا دار عزيزة ( ويولهون عليه بعد إنتهاء رمضان ويتحرونه كما يتحرون هلال العيد ) هو برنامج فوزية الدريع !!!
أتذكر في حلقات البرنامج الأولى على قناة الراي كان يحدث هرج ومرج بين الصبايا قبل بث البرنامج بدقائق بعدها يكون العدد كاملا مصطفا على القنفات أمام التلفزيون ترقبا لطلة فوزية الدريع وكلمات الحب الرقيقة التي ترسلها لمشاهديها وهي تبتسم وترص ضلوعها بدلع !!!
تجمع الصبايا لهذا البرنامج بالذات يكون فوق العادة ... وذلك للتعاون على إطلاق التعليقات ... وصيحات الإستهجان ... ونظرات الإستنكار وهن يفتحن الفم عجبا .... وحركات بالوجه ... وضحكات خجل ... وهو هو هو واخزياه .... ومع هذا كن يتابعن ولا ( تفل ) القعدة إلا بعد إنتهاء البرنامج ... وهن منشرحات الصدر !
لا أعلم سر الإنشراح الزائد مع إن البرنامج يعتبر برنامج تثقيفي للحياة الزوجية ومشاكلها !!!
وللأمانة حركات الصبايا كثيرا ما تسرق الأضواء ونلتفت إليهن بدلا من الإخت فوزية وقنابلها المعلوماتية المثيرة التي تلقيها على المشاهدين .
المعلومات التي كانت تنشرها السيدة فوزية الدريع في برنامجها ( في بداياته ) كانت شديدة الوقع على صبايا مجتمعنا التقليدي المحافظ !
وبعد كل معلومة غريبة بالنسبة إليهن كن يلتفتن على البنات ويسألوهن : أثاري جذيه يعطونكم بالمدارس ؟ خلف الله علينا وحنا على بالنا إنكم تدرسون ... أثاري علمكم طلع كله براعة في براعة ... أقول واخرياه بس ... طلعنا حنا اللي على ويهنا !
أما الآن وبعد عدة دورات تلفزيونية للبرنامج إكتشفن إن إسلوب السيدة فوزية في التوعية ناجح ومفيد للبنات وللسيدات على حد سواء !
أحدى الصبايا علقت وقالت : والله تزوجنا وحملنا وولدنا وترملنا وكله على البركة وتوني أفهم أمور ما كنت أدري عنها .... وأمور لو كنت أدري عنها بوقتها كان تصرفت بشكل ثاني !!!
وأخرى تقول : كنت أعتبر نفسي دبلوماسية وسياسية في التعامل مع زوجي وهذا أكسبني رصيد جيد نقلته لبناتي اللواتي كن يعتقدن إن الريال يأتيهن ( مسنعة ربي ) حتى تثقفت من جديد على برنامج فوزية الدريع لأن معلوماتها مبنية على علم واسع ودراسة متخصصة .
وأخرى إكتشفت حقيقة محزنة وإن زوجها المرحوم الذي عانت منه طوال سنوات زواجها وصبرت عليه كان يعاني من مرض نفسي وهي كانت تعتقد إنه صاحب طبع سيء وأنه مع تقدمه بالسن سوف ( يطخ ويعقل ) كما أفهمتها والدتها !!
أما أم سعد المتحفظة والمعارضة لبرنامج ( قواة العين ) كما تسميه .... فمع إنها من المتابعات للبرنامج إلا أن متابعتها تكون لنقد البرنامج ومحتواه والتصيد لزلات فوزية الدريع وحجتها في المعارضة هي كما تصفها بإمتعاض : لو كانت فوزية طالعة بذاك الوقت اللي عشناه جان بار علمها !
ولو بأسوي بنصايحها حق ريلي جان ( توحش مني وشك بسلوكي ) ورادني لبيت أبوي ثاني يوم ... وقايل له هاكم بنتكم الله يستر عليكم !!!
منو اللي بزامنا تقدر توقف بوجه أبوها وتقول له يوبه هذا الرجال أحبه وأبي أتزوجة ؟؟؟
( وتقلد فوزية بجملتها الشهيرة وهي تنصح البنات العاشقات )
تؤيدها أم هلال المعارضة أيضا وتردف قائلة : أقول يا حلونا يا أم سعد يوم كنا غافلين وعلى ويهنا كل وحده فينا خلفت على تسعة وعشرة وإثنعش ضنه ( من غير علوم فوزية ) ... هذا غير اللي يموتون ... لا خبرنا فينا بيض يفقس ولا حيوانات تربى في جسم الرياييل ... والحين اللهم كافي يوم فتحوا عينهم على كل شي قلّت إبركتهم وفسد بيضهم وصاروا ما يحملون إلا في غراش عند الطبيب ( تقصد أطفال الأنابيب ) !!!
تخالفهما أم نصار فتروي معاناتها مع زوجها مدمن الخمرة وتقول : عندما تزوجت كنت صغيرة .. لم أكن أفهم سر تصرف زوجي الغريب أحيانا وهيجانه ... كانت خالتي أم زوجي تاخذني وتحميني بداخل غرفتها أنا وعيالي الصغار وهي تتضرع لرب العالمين إنه يشفيه من الضر اللي فيه ... حتى يسقط متعبا في أي مكان وينام وعندما يصحو يرجع لطبيعته التي أعرفها .... خالتي كانت تردد على مسامعي دائما بأن الزوجة السنعة اللي الله يرضى عليها هي التي تصون أسرار بيتها وزوجها ...فصدقتها وأخفيت معاناتي عن أهلي الذين لا أراهم إلا كل إسبوعين مرة واحدة فقط !
فهمت من خالتي أن زوجي ( مو صاحي ) وإن علاجه بالماي المقري ... فكنت أتردد على القراية بإستمرار لآخذ إحتياجاتي من الماء المقري ... حتى صار ذاك اليوم وجاته النوبة أو كما تسميها خالتي ( الدقة ) وكانت عنيفة جدا فكان يتلوى ويصرخ ويستفرغ ما في جوفه حتى سقط بلا حراك ومن ثم ظهر الزبد من أنفه وفمه .... مات زوجي بسبب خمرة مغشوشة ... وترملت وأنا أم لأربعة أطفال ولم أبلغ الواحدة والعشرين من عمري .
كل ما حدث لي كان بسبب الجهل بكل شي وقلة الوعي ... ويا ليت كان في عندنا من يوعينا بزمنا مثل فوزية وأمثالها ... لا أصدق حاليا عندما أسترجع سنوات عمري التي أتذكرها كحلم ضبابي بعيد ... لا أعلم كيف مضت السنوات سريعا وأنجبت الأبناء ... والغريب إن ريلي كان يظهر أمام أهلى بلا عيوب .... حتى تكشف كل شي بعد وفاته ... وتحسر علي والدي .
وأنا متأكدة من أن الرجال كانوا أيضا في ذاك الزمان لديهن مشاكل عديدة مع زوجاتهن وصبروا عليهن أو تزوجوا عليهن بأخرى وعاملوا زوجاتهن العليلات بالحسنى ... وكان من الممكن التقليل من حجم معاناتهم أو التخلص منها لو كان لديهم الوعي والثقافة الزوجية التي تروج لها السيدة فوزية الدريع .
تذكرت كل هذا وأنا أرى المشهد المعتاد يعيد نفسه يوم السبت الماضي في موعد برنامج الدكتورة فوز كما تحب أن يطلق عليها
ولا زال الوضع كما ... فريق المؤيدات
وفريق المعارضات
وفريق متابعات ( للمعارضات والمؤيدات ) محايد
والهرج والمرج الذي يحدث قبل البرنامج بدقائق كما هو ... والقعدة ما تفل إلا بعد إنتهاء البرنامج !

والإنشراح هو هو لا يتغير:))
والدكتورة فوز مستمرة في برنامجها
فلها كل الشكر السيدة فوزية الدريع ... ويشفع لزلاتها الظريفة أحيانا نيتها الصادقة في نشر الوعي وإن كان مقابل أجر .