ساكورا

رحلة خاصة جدا وسريعة حطت بي في ولاية واشنطن دي سي

بقدر ما كنت قلقة ومتوترة من الرحلة ونتائجها

بقدر ما أبهجتني تلك الولاية بجمال ألوان ربيعها

أشجار مزروعة على جوانب الطريق تتزاحم على أغصانها الزهور بكثافة

بعضها أبيض اللون والبعض الأخر يبدو بلون الزهر الوردي الفاتح من بعيد

كثافة الأزهارفي بعض الممرات نشرت رائحة جميلة للجو

لفتت إنتباهي سألت عنها لأعرف أنها رائحة الزهرة اليابانية التي يطلق عليها اليابانيون

الساكورا ( SAKURA )

بحثت عن معلومات عن هذه الشجرة لأعرف أنه

في عام 1912 أهدت اليابان أمريكا حوالي 3000 شجرة ساكورا

وعادت مجددا وأهدت أمريكا 3000 شجرة أخرى بعد الحرب العالمية الثانية عام 1956

لتنمية روابط الصداقة بين البلدين

بعد الشتاء القارس لواشنطن دي سي وتعري الأشجار من كل ورقة على أغصانها

تتفتح زهور الساكورا مع نسمات الربيع دافئة ليقام إحتفال سنوي بهذة المناسبة

يغلب عليه الطابع الياباني

في هذه السنة صادف يوم السبت الموافق 27 مارس 2010 بداية إنطلاق الإحتفال

رأيت العمال وهم يحضرون مدرجات الإحتفال وينصبونها على جانب الطريق

لكني للأسف لم أتمكن من حضور المهرجان لإرتباطي بموعد سفر لمكان آخر

وغادرت قبل أن أشاهد إكتمال تفتح جميع الأشجار والذي يقال أنه منظر ساحر ويبعث البهجة

يستمر تفتح الأزهار لمدة أسبوع كامل لتتساقط بعدها الأوراق وتكسي الأرض ببساط جميل من أوراق تلك الزهرة الجميلة ورائحتها الأجمل

وبالمناسبة زهرة الكرز ( الساكورا ) تختلف عن زهرة الكرز الذي نعرفه ونأكله

مع إني كنت سعيدة بمنظر تلك الأشجار إلا أنها كما علمت من نشرات أخبار الطقس

تهيج الحساسية لدي بعض الناس

يعني يشبه موسم لقاح النخيل عندنا

ما أسعدني أيضا في واشنطن أيضا هو منظر السناجب وهي تسرح وتمرح

بالحدائق المكشوفة وتجري بسرعة البرق بمطاردات مع بعضها البعض بمنظر يبعث السرور على النفس

شقاوتها وأصواتها ذكرتني بالرسوم المتحركة

السناجب في أمريكا تعادل قطط الشوراع عندنا

لكني للأمانة لم أرى سنجابا واحدا مصدوما ( ومسدوحا ) على الشارع

كما هي حال قططنا المسكينة

الوز أيضا يمشي على شكل أزواج ويعبر الشارع بكل إحترام وتمخطر

ولا أحد ( يرنع ) الهرن بأذانه ويخرعه

فترة تواجدي في واشنطن دي سي صادفت حدثا تاريخيا

بالنسبة للشعب الأمريكي

وهو توقيع الرئيس أوباما لمشروع قانون الرعاية الصحية بتاريخ 23 مارس 2010

مع إن الشعب منقسم لمعارض ومؤيد لهذا القانون

إلا أنه يظل حدثا تاريخيا وقعه الرئيس أوباما بـ 22 قلما !

هذه خلاصة لأهم ما أحببت مشاركتكم به

لم أتعافى تماما من أثار فرق الوقت بين الكويت وأمريكا

ولكني كلي شوق لكم

لا أجد أفضل من موضوع الزهور أدشن به عودتي مجددا لكم

ولا أجد أفضل من زهرة ساكورا أهديها لكل قاريء لي كعربون مودة وترحيب

وكل ربيع والجميع بخير