خدمة منازل

أعذروا تأخري عنكم ... يعلم الله أن القلب كان معكم ومع مدونتي العزيزة

منذ أيام حدث لي موقف أحببت أن أشارككم به

كان يوم السبت من الأسبوع الماضي الزوج العزيز والعيال الأعز كانوا في زيارة مزرعة أحد الأقارب بالوفرة

والخدم منحتهما إجازة من الساعة العاشرة صباحا حتى المغرب

أما أنا ففضلت البقاء في المنزل لوحدي ومنح نفسي إجازة أدلل بها عمري وأمضي ساعات من الإسترخاء والراحة بعيدا عن ضوضاء العيال وأبوهم !

فتحت إحدى جرائد الإعلانات على صفحة الصالونات واخترت إعلانا بدا لي متناسقا وبه كل ما أريد عمله والأهم أنه يوفر خدمة المنازل وبسعر مناسب جدا جدا

تعبير خدمة المنزل بلغة الإعلانات تعني من ينقل خدماته التي يعملها في محله لمنزلك

إتصلت من فوري وردت عليّ سيدة هندية تتكلم العربية المكسره

بيني وبين الهنود كيمياء غريبة تجذبني نحوهم

فرحت عندما رحبت وقالت لي إنها ستكون عندي خلال ساعة واحدة فقط

الحمدلله أن الأمور تجري حسب ما أريد وأخطط له

الوقت ضيق وعليّ أن أجهز ما قد تحتاجه عاملة الصالون

إخترت صالة المنزل كمكان للعمل فالحمام بقربي والمطبخ الداخلي غير بعيد عني

ووضعت قطعة نايلون بمكان جلوسي المفضل لحماية قنفتي

التي سوف أتمدد علىها مقابل شاشة التلفزيون الكبيرة

فلا أريح من أرجل مغطسة بالماء الدافيء وجهاز البخار على رأسي وبيدي الريموت كنترول أقلب المحطات الفضائية كما يحلو لي .... لا مباراة ولا أفلام كارتونية

وصلت عاملتان إحداهما صغيرة في السن تلبسان الزي الخليجي ... عباءة سوداء وشيلة سوداء !

منظرهما أقرب لجارات ( مسيرين ) عليّ وليس عاملات صالون متنقل !

تجاوزت أمر الشكل وقلت ربما هذا سبب انخفاض سعرهم

بدأتا العمل والكبيرة لا تنفك عن توبيخ الصغيرة

والصغيرة تعاند وتعمل ما برأسها

كأن بينهما خلافا سابقا لم يحل !

في البداية كنت أتدخل وألطف الجو بينهما ... أهديء الكبيرة أعاتبها وأقول لها إنها صغيرة شوي شوي عليها

والصغيرة أكلمها بلطف وأقول لها عليك بسماع الكلام وتنفيذه إن أردت أن تتعلمي حرفة تكسبي منها المال الوفير

ولكن عندما شعرت بأن خلافهم أكبر من تدخلاتي فضلت متابعة الأفلام

وقلت يتخانقون وبعدها يتصالحون ... وأنا إشعليّ ؟

الصغيرة جلست عند قدماي غسطتهما بالماء الدافيء وسكبت القليل من الصابون

إنحنت نحو قدماي وباشرت بدعكهما وشيلة شعرها تنزلق نحو الماء بين حين وآخر وتسارع بحذفها للوراء

والكبيرة وقفت خلفي تفرق خصلات شعري وتضع عجينة الحناء بينه وأكمام عباءتها الكبيرة تعيقها ... ترفع الأكمام وينزلقان ويلامسان طاسة الحناء أحيانا

كنت متوترة قليلا من طريقة العمل البعيدة تماما عن أصول المهنة لكن آثرت عدم إثارة أية ملاحظة منعا لمزيد الخلافات بينهما

شعرت الكبيرة باهتزازة جسمي أثر ألم بسيط سببته الصغيرة عندما بالغت بقص ظفر أصبع رجلي

وكأنها ما صدقت خبر

رطنت بلغتها بغضب للصغيرة وهي توميء بيدها المليئة بالحناء

والصغيرة ترد بغضب أشد وبيدها المبرد المعدن وتؤشر به نحو وجه الكبيرة

وأنا بينهما ... رجلاي بالماء ورأسي به الحناء الرخوة لا أعرف كيف أتصرف

حسمت الصغيرة المعركة الكلامية مبكرا وحذفت بالمبرد نحو الكبيرة ونفضت المنشفة التي تضعها بحضنها على سجادة صالتي وقامت وجلست على آخر قنفة بالصالة تشاهد التلفزيون

وهي تعطي ( الإذن الصمخة لمعلمتها ) !

والكبيرة من الغضب صارت تضع لي الحناء بعنف وهي لا تكف عن ما أعتقد أنه شتائم

للصغيرة !!!

وأنا كلي رعب أن تشتط أكثر ويتساقط منها عجين الحناء على سجادة صالتي وقنفتي

أو تقذف خمطة من الحناء نحو الصغيرة وتبرد قلبها !

أما الصغيرة فبعالم ثاني !

شغلت نفسها بمتابعة الفيلم والقهقهة بصوت تقصد به إغاظة معلمتها وهي تجلس على القنفة حالها أفضل من حالي المكبل ما بين الحناء على راسي والماء بريولي !

ما أن إنتهت العاملة الكبيرة من وضع الحناء على كامل شعري ولفه بالقصدير

حتى شكرتهما وأعطيتهما أجرتهما وطلبت منهما الإنصراف

ويا حلو صيحة عيالي ولوية أبوهم جدام هالعاملات

وتوبة بعد إن دخلت أحد ما أعرفه ولا سألت عنه !