الخميس، 16 أكتوبر 2008

المرشحة غنيمة ( 1 - نشأتها )

للمرشحة غنيمة قصة طويلة بدأت ولم تنته . . . والله يمدها بالعمر حتي تحقق حلمها بالوصول إالى القاعة البرلمانية والتي لو جاز لها لدخلت إليها بعد فوزها على صوت الدفوف والطيران كعروس تزف لزوجها !




إن حرمت من الزفة بزواجاتها فهي تحلم بتنفيذه عن طريق تحقيق حلمها البرلماني ، ومثل ما تقول : حتى لو كانت الزفة من باب السيارة لباب المجلس .... المهم كل المحطات التلفزيونية ووكالات الأنباء تصورني وزوجي بجانبي يساندني ويوصلني لباب المجلس .





جاءت غنيمة إلى الدنيا بعد ثلاث أجيال من الذكور في عائلتها الكبيرة ، وعندما زفت البشرى لجدها فرح وقال : هذي الغنيمة . . جاتنا الغنيمة .. نحمدك يا رب . فسميت بهذا الإسم .

من معزتها وغلاها كان جدها يفرض على الجميع بمناداتها بالغنيمة أو غنومة وهذا الأمر ساري على الجميع بما فيهم أمها وأبوها .





نشأت غنومة الصغيرة في بيت عز كبير يضم أمها وأبوها والأعمام وزوجاتهم وأولادهم وجدها وجدتها وطبعا الخدم والحشم .





قديما جرت العادة عند الكويتيين ( لا أعلم تماما إن كان الجميع يحرص عليها في وقتنا هذا ) بإهداء الزوج لزوجتة هدية بعد ولادتها بالسلامة وبخاصة عند إنجابها لصبي يحمل إسم العائلة ، وكذلك كان الحال عند أهل غنومة فالجميع أهدى الأم ومولودتها ذهب وليس أي ذهب فالهدايا كانت ثقيلة وعبارة عن مرتهش ومحزم وحجول ودرازن من المضاعد والتراجي تكفي لتزيين درزن بنات على مدار السنة .





الجميع شارك بتربية وتدليل وتدريس غنومة حتى شبت وصارت فتاة جميلة تحمل في يد شهادة المتوسطة ووقتها كانت شهادة رسمية تعادل الثانوية العامة ، وتحمل في اليد الآخرى دلالها وأنوثتها وحيويتها.




تزوجت غنيمة من أحد أولاد عمها فقد كانت محط أنظار كل أم تحلم بزواج إبنها ، أما حفل زواجها فكان عكس ماهو متوقع لها تماما فقد تم بهدوء وحزن بسبب وفاة جدتها .




مضي على زواج غنيمة عشر سنوات بعدها لم يتحمل الزوج من الإستمرار مع مدللة العائلة فالجميع كان يقف بجانبها وإن كانت هي الغلطانه مما ولد المشاكل بينهم ، وساهم في زيادتها عدم إنجابهم لذرية تلطف حياتهم . . . وربما يكون زواج الأقارب هو السبب . . . ربما !




وقع الطلاق بين غنومة وإبن عمها ليحزن الجميع على نهاية زواجهم بهذه الصورة من الزعل والعتاب وخصوصا وإن الجميع أقارب ، ولو لم يكن الجد متوفي لمات من هم وقع خبر الطلاق عليه فالطلاق مرفوض عنده نهائيا فكيف إذا كان حاصل لغرة عينه ؟

عادت غنومة لبيت والدها مكسورة النفس فهي لم تذق طعم الرفض والفشل من قبل وبالذات مع من تحبهم .


والدها لم يتحمل حزن وحيدته فسعى لتوظيفها كمدرسة بمدرسة ثانوية للبنات قريبة من منزلهم علها تنسى حزنها ووقتها كان الأب والأعمام كل إستقل في منزل منفصل .




تجربة غنومة مع الزواج بالرغم من فشلها إلا أن الفضل يرجع لزوجها إبن عمها لتشجيعه لها للإنضمام لمعهد المعلمات كما كان إسمه آنذاك وحصولها على الشهادة ومن ثم الشهادة الجامعية في مصر خلال مرافقتها له لإستكمال دراسته هناك . وفي مصر لم تكتسب غنومة الشهادة الجامعية فقط بل تعلمت اللغة الإنكليزية وآداب الإتكيت وإكتسبت السلوك المتمدن من كيفية التحدث مع الناس من جنسيات وثقافات أخرى وكيفية اللباس المتناسق وكيفية الأكل بالشوكة والسكين وحضور حفلات أم كلثوم والمعارض الفنية ( وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها لمصر ) .




مطلقة وجميلة ومتحضرة وتفيض رقة ودلال أوصاف لم تكن سهلة على زميلاتها المدرسات الغيورات منها مع إنها لم تلتفت كثيرا لغيرتهن بسبب قربها من طالباتها المراهقات اللواتي يرونها أنها مثلهن الأعلى في الأناقة والموضة والجمال إلا أن سلوكهن يحزنها من أعماق قلبها ويذكرها بفشلها .

وعلي ذكر أناقة غنومة وكشختها تذكر لنا إحدى طالباتها إن أبله غنيمة كانت تلبس ساعة ألماس للدوام يوميا ( في ذلك الوقت كانت الساعات الألماس قليلة ) في الوقت الذي كانت أمها ( أم الطالبة ) تحتفظ بنفس الساعة في تجوري المنزل للمناسبات !


مع إندماجها بالعمل إستعادت غنيمة الكثير من توازنها النفسي وأشرقت روحها وبدأت بالخروج للمجتمع ومجاملاته الكثيرة ورافقت أمها ذات يوم لزيارة دار عزيزة .

تلك الزيارة كانت بداية التحول بحياتها فيما بعد .





مجلس دار عزيزة على الدوام مكان جامع للأهل والأقارب والمعارف والزيارات له لا تنقطع يوميا وعندما أقبلت غنومة ووالدتها هلل الجميع ورحب بهما لدرجة ولدت الفضول عند السفير بوسالم الذي صادف تواجده عند عمته عزيزة للسلام عليها لمعرفة شخصية الزائرة .



أمي عزيزة : بو سالم ما عرفتها ؟ هذي غنومة ؟



بوسالم بإنبهار : ما شاء الله .... والله وكبرتي يا غنومة ؟



غنيمة وهي تضحك بحياء ودلال : عفوا ، أفضل تناديني غنيمة ؟



يشير بيده بالرفض بوسالم ويقول : ما علي منك ... بناديك غنومة وتوني من كم سنة وشايلك عن الشمس ومصور معاك تحت السدرة في هالبيت ، والصورة عندي تشهد .



غنيمة وقد إحمر وجهها وزادها جمالا : واخزياه ....وليش شايلني ؟



بوسالم : كاميرات قبل ما فيها فلاش فنصور بره بالحوش تحت الشمس ولما شفتينا نصور جيتينا حافية تبين تطلعين بالصورة فخفت علي رجولك تحترق من شمس القايلة فشلتك !



أم غنيمة : بوسالم إشلونك وإشلون أم سالم والعيال ؟



بوسالم بتذمر : بخير عساك بخير ، أم سالم والعيال بالكويت رافضين يسافرون معاي برة مكان عملي . أم سالم الله يسلمك ما تحب تتغرب وتبي العيال معاها بالكويت حتي يصير لهم ربع ومعارف ويتربون بين أهلهم .



تقول أمي عزيزة إن بو سالم ليس من عادته يطول عندها وخصوصا إذا حضرن حريم يخجلن من وجوده بينهن ، فيستأذن منها ويذهب الى الديوانية مع الرجال .



أما في ذلك اليوم الذي شاهد فيه غنومة فكان مختلف .... فبو سالم أطال الجلوس وأطلق العنان لحكاياته عن البلدان التي زارها موجها كلامه لغنومة وأحيانا لأمها ومجتهدا بإظهار ثقافته وإستعراضها أمامهما وأمام نساء معظمهن لا يقرأ ولا يكتب وأطال بالجلوس غير مكترث بنساء غطين وجوههن بالبوشية حياء منه . وفي نفس الوقت رافض قطعيا الإلتفات إلى إشارات عمته للإستئذان بالخروج من مجلسها ، فكل همه كان الحديث مع غنومة ونيل إعجابها !

أما غنومة فكانت تضحك مثل البلابل وكلما ضحكت زاد بوسالم من خفة طينته .

تذمرت إحدى الجالسات بصوت خفيض ولكنه مسموع : بوسالم صاير شمعة الجلاس بين الحريم ، مخلي مجلس الرياييل ومجابل مطلقة يسولف لها .... ما كإنه شبعان من شوفة الحريم بأسفاره .

سمعت أم غنومة الكلام وإنحرجت فأشارت لبنتها للوقوف للسلام والخروج، لحظتها إنتشرت عدوى التذمر بين الحريم .

فصار الجميع في موقف لا يحسد عليه ، صاحبة الدار ، غنومة وأمها وأخيرا بوسالم .

وللقصة بقية .....














هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

ما يصير

كنت منتظر بداية مسلسل المرشحة غنيمة بفارغ الصبر

معقولة ماشفت هالبوست ؟؟؟

أو أن حصل شى فى الأنترنت اللى خله هالبوست بتاريخ غير. 16 أكتوبر??

وألا سرحت مع دخاخين جدر الدولمه ونسيت أهتماماتى السياسية والأجتماعية.


والى عودة لهذا البوست

nikon 8 يقول...

daggero
اللي حصل إني بديت بكتابة مسلسل المرشحة غنيمة ونشرته بعد جدر الدولمة بس الكمبيوتر ينشر حسب تاريخ الكتابة !
راح نحاول نتلافى هالأخطاء مستقبلا إنشاء الله .
ويا خوفي لا المرشحةغنيمة تصك على المسلسلات التركية والمكسيكية .

غير معرف يقول...

nikon 8

شكرا على الأيضاح والصراحة جدر الدولمة من قوته قضى على الكمبيوتر
ك :)
بداية موفقة جدا جدا ,ماشاء الله عليك بادية من النشأة

هذه الأمور لفتت أنتباهى فى البوست

"إن حرمت من الزفة بزواجاتها" ممتاز يعنى عندها أكثر من زواج وهذا يعنى أن مواقف وخبرات فى الحياة بس الغصة مالت الزفة مازالت موجودة

"قديما جرت العادة عند الكويتيين ( لا أعلم تماما إن كان الجميع يحرص عليها في وقتنا هذا ) بإهداء الزوج لزوجتة هدية بعد ولادتها بالسلامة" الحين الوالدة أهى اللى توزع هدايا ورسبشون. بس فعلا عادة أصيلة.متى أخر مرة سمعتى عطوا الدكتور/ الدكتورة سيارة رولز رويس على البشارةيمكن فى الثمانينات ؟؟؟

" تحمل في يد شهادة المتوسطة ووقتها كانت شهادة رسمية تعادل الثانوية العامة ، وتحمل في اليد الآخرى دلالها وأنوثتها وحيويتها" وصف جميل



"عادت غنومة لبيت والدها مكسورة النفس فهي لم تذق طعم الرفض والفشل من قبل وبالذات مع من تحبهم ." تجربة مرة

"وكيفية اللباس المتناسق وكيفية الأكل بالشوكة والسكين وحضور حفلات أم كلثوم"
صج أنك حقانية
وأعتقد أن جمبزة المصريين كانت وايد أقل ذيك الأيام لأن تأثير الباشوات اللى للأسف كرهونا فيهم بدون داعى كان مازال موجود حينها

" إلا أن سلوكهن يحزنها من أعماق قلبها ويذكرها بفشلها ." سلوك المراهقات والأ المدرسات؟؟

"بوسالم بإنبهار : ما شاء الله .... والله وكبرتي يا غنومة ؟"
هههههه
الموضوع لازم فيه ذيب كويتى ويبدو أن بوسالم فيه هذه الخاصية وننطر نشوف ال Action ولسان حاله هذا الحلو كاتلنى ياعمة

"أم سالم الله يسلمك ما تحب تتغرب وتبي العيال معاها بالكويت حتي يصير لهم ربع ومعارف ويتربون بين أهلهم ."
بده يدور النار صوب قرصه
محنك


"أما غنومة فكانت تضحك مثل البلابل"
وصف جميل


وأخيرا
التحلطم وسمو الرجال شمعة الجلاس

نهاية مشوقة وفى أنتظار البوستات اللى بعده

----------------------------------

ملاحظة

ذكر أحد المدونين أن رابطة الأدباء فى العديلية ستقدم ندوة بعنوان المدونات والأبداعية الساعة 7 مساء الغد الاربعاء للعلم

nikon 8 يقول...

daggero
شكرا على التعليق ونوضح التالي :
1- سلوك المدرسات الغيورات كان يزعج غنومة .
2- طبعا بو سالم محنك وإلا كيف يكون سفير .لووول أضحكني وصف ذيب كويتي !
3- لا تنسى إن بوسالم قاعد عند عمته فما يقدرون يقولون له كأن مبخر بينا ! لووول حتى الحريم فيهم لباقة ودبلوماسية !

غير معرف يقول...

في انتظار البقية....

nikon 8 يقول...

جاردينيا
أهلا بك وبتعليقاتك ضيفة عزيزة في دار عزيزة

um.alzain يقول...

عندي اهتمام وشغف غير عادي لمتابعة احداث سيرة حيات مرشحتنا غنيمه من باب اللغابه مثل ماكلنا عارفين شي جديد علينا ترشيح المرأه للمجلس وحابه اعرف الامور التي صادفتها في مشوارها وبما انها جديده في هذا المجال فأكيد بتخبرنا بأمور تفاجأت فيها فياريت ماتحرمنا من ادق التفاصيل .

um.alzain يقول...

كلي شغف واهتمام غير عادي بمتابعة احداث المرشحه غنيمه من باب اللقافه لمعرفة الاحداث التي مرت عليها في مسيرتها نحو الترشيح للمجلس وكلي ثقه بأنها واجهت امور لاتخطر على البال وستفاجأنا بمعلومات جديده غريبه وهذا احساسي وانا بالانتظار على احر من جمر لمعرفة التفاصيل.