الجمعة، 14 نوفمبر 2008

المرشحة غنيمة ( 10 - في الغربة )

حرصت غنيمة خلال إقامتها بالخارج على إظهار الدور النسائي للمرأة العربية بصفة عامة والمرأة الخليجية بصفة خاصة ( الكويتية بالذات ) فكانت دائمة الحرص على حركاتها وكلماتها ولباسها لتعكس صورة المرأة الكويتية الآتية من بلد مسلم وغني ومتحفظ وحديث النشأة ...
لفت نظرها اهتمام المجتمع المتمدن بالفرد المعاق وما يحضاه من رعاية وتسهيلات من الدولة والأفراد ... قول وفعل .
فولت اهتماما كبيرا بالقضايا الإنسانية وبالذات قضايا المعاقين والفئات الخاصة واكتشفت إن عالم الإعاقات عالم جميل فيه الكثير من الرحمة والدروس والموعظة فصارت تشارك ذوي الاحتياجات الخاصة نشاطاتهم واهتماماتهم وتستضيفهم في حديقة منزلها مع ذويهم وتوفر لهم ما يسليهم ويناسبهم من طعام خاص كل حسب إعاقته وكذلك هدايا بسيطة تليق بقدراتهم العقلية .
غنيمة تحرص علي مشاركة أولادها للمعاقين ليتعلموا كيفية مساعدة تلك الفئات من دون جرح كبريائهم .
أشد ما لفت نظر غنيمة هو عدم خضوع بعض الأمهات لإعاقة أبنائهم وإصرارهم علي تعليمهم وتدريبهم للاعتماد على أنفسهم وإبراز طاقاتهم ومواهبهم .
حقا شر البلية ما يضحك ...دار ذلك في ذهن غنيمة وارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها عندما قارنت بين معاقي الغرب ومعاقي الكويت وتذكرت ابن الجيران بدران ( مبتلى بالتخلف العقلي ) وكيف يركض بين المنازل والأطفال خلفه يهتفون مجنون ويرمونه بالحجارة الصغيرة حتى يأتي من يخلصه منهم وينهرهم ... وجمول ( مبتلى بالداون أي منغولي ) وكيف يغيظونه الصغار بالمقالب ( ويطفر منهم ) .... أما رشود ( مبتلى بشلل الأطفال بساقيه ) فيعشق لعب كرة القدم مع أقرانه وهم لا يريدون وجوده بينهم أثناء اللعب فيسرقون عكازاته التي تعينه على الوقوف فيزحف وراء الكرة وهم يتقاذفونها بأرجلهم بعيدا عنه ويضحكون عليه بشقاوة ...! حقا فرق شاسع ويعصر القلب ألما .
تعلمت غنيمة مهارات التعامل وطريقة تدريس تلك الفئات..كما تعاملت مع فئات معاقة لم تكن تعلم بوجودها مثل البطء في التعلم والتوحد .
تعاملها شبه اليومي مع الفئات الخاصة لم يمنعها من متابعة قضايا المرأة ونشاطاتها سواء بالخارج أو في بلدها من خلال الصحف والمطبوعات التي تصل إليها من خلال السفارة .
هذا الاهتمام ساعدها كثيرا على الرد على استفسارات نساء السلك الدبلوماسي وبقية النسوة اللاتي تعاملت معهن.
بسبب محنة الغزو تفتحت عيون المجتمع الدولي علي دولة الكويت ، وبعد التحرير صار أول سؤال يسأل به بوسالم بالخارج هو سر عدم اعتراف المجتمع الكويتي بحقوق المرأة السياسية بالرغم من التجربة الديمقراطية الرائدة التي تمارسها دولة الكويت والوعي الكبير ومستوى التعليم الجيد الذي تتمتع به المرأة الكويتية من خلال ما رأوه من نماذج نسائية شاركت إعلاميا في الدفاع عن بلدها وتأكيد إسقلاليته والتمسك بقيادته .
تسارع غنيمة بالاستئذان من زوجها للرد على السؤال بدلا منه وتؤكد لهم أن المرأة فعليا حصلت على امتيازات كثيرة ورعاية واسعة من الدولة لا تتوفر لكثير من نساء العالم اللاتي لديهن حقوق سياسية ... وصحيح إن حصولهن على الحق السياسي سيتوج امتيازات الدولة للنصف الآخر من المجتمع إلا أنها شخصيا متفائلة بأن هذا الحق آت وقريبا جدا ولكن .... وآخ من ولكن ... الخوف من المجتمع وتقبله لهذا الحق وليس من القيادة والدليل إن الدولة عندما شجعت تعليم الفتاة عارض المجتمع وعندما أعطتها الحق بقيادة السيارة تردد المجتمع وعندما شجعتها للعمل عزف جزء كبير من المجتمع عن السماح لبناتهن بالعمل ... وكل تلك الاعتراضات والرفض والتردد تلاشى مع الوقت وصاروا لا يستغنون عنه الآن... الموضوع يحتاج إلى إعطاء الحق أولا ومن ثم تقبل سيأتي مع الوقت .
يسعد بوسالم كثيرا لردود غنيمة ويمازحها بأنها تصلح نائبة ويوافقه دائما الحضور عندما يستمعون لردودها المقنعة . وتقول لنفسها : ولم لا أصلح ؟
مرحلة ما بعد الغزو كانت طفرة نسبية للمرأة توجها أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد ( رحمه الله ) بإصداره أمرا أميريا سنه 1999 يمنح المرأة حق الترشيح والانتخاب .
على شرف هذه المناسبة أقامت غنيمة وبوسالم حفل استقبال دعت إليه نخبة من النساء الكويتيات المتواجدات معها بنفس البلد مع أزواجهن ومجموعة من أعضاء السلك الدبلوماسي وأولياء أمور المعاقين وطبعا دعت أشهر الصحف لتغطية هذا الحدث الهام .
اهتمامات غنيمة ليست كلها سياسية وإنسانية فهي قبل كل شيء ابنة تاجر ...لذا كان للتجارة نصيب من اهتماماتها .
فبعد صفاء العلاقات بينها وبين أم سالم اتفقت غنيمة مع نسمة بأن تبعث لها كل ما هو جديد من عطور وإكسسوارات وتقوم نسمة بتسويقه للبنات بالكويت .... أما الأدوات المنزلية فتتعاون غنيمة مع زوجات إخوانها اللواتي كن يستعملن ما ترسله لهن غنيمة كنوع من الدعاية أولا بأول .
هكذا كانت غنيمة في الغربة استغلت وجودها بالخارج وتنقلها بين البلدان لصالحها كأحسن ما يكون ... فكانت حرم سعادة السفير ... والإنسانة ... والتاجرة ...الأهم من ذلك كله الناشطة في قضايا المرأة ......وما زرعه بوسالم برأسها ... حالمة بلقب نائبة في البرلمان الكويتي ...
ونكمل في الحلقة التالية ...

هناك 6 تعليقات:

um.alzain يقول...

بديت انعجب بشخصية غنيمه ناشطه ومهتمه في المجال الانساني والسياسي وهم التجاري يعني اخطبوووووط نسائي :))

nikon 8 يقول...

um alzain
في جوانب كثيرة ما عرفناها عن غنيمة راح تبين في الحلقات القادمة .

um.alzain يقول...

شوقتيني اتابع احداث حياتها والتطورات في شخصيتها .

daggero يقول...

Nikon 8

أستفادة ممتازة لوقت المرشحة فى الغربة

وفعلا كان الأستهزاء وعدم أحترام المعاقين فى الماضى والبحث عن الوناسة على حساب الأخرين والعنف من صفات عيال الفريج

وحلوة أيام تجارة الشنطة فى السبعينات والثمانينات والحين تطورت الى تجارة معارض السراديب والله يوفق نساؤنا الى الكسب الحلال دوما

أما سبب عدم حصول المرأة على حقوقها السياسية الا بعد وين و وين فهذا يرجع الى أنانية الرجل وتسلطه على المرأة من بداء الخليقة

والى المزيد من الأبداع

nikon 8 يقول...

daggero
شكرا ، بالنسبة لحقوق المرأة فالمرأة نفسها ملامة أيضا لأن بعضهن لا يعين هذا الحق .
أما الرجل فصحيح أن به تسلط وأنانية ولكن أصابع يدنا ليست واحدة بدليل أن من أعطانا الحق كان رجل ولولا قناعته لما حصلنا على شي ( الله يرحمه أميرنا الراحل )كما نذكر بالخير ونترحم على الشيخ الراحل عبدالله الجابر لتشجيعة على تعليم المرأة .

um.alzain يقول...

الله يرحمهم برحمته الواسعه فعلا لهم دور كبير في تشجيع المرأه والوقوف بجانبها لاثبات قدراتها ومكانتها ودورها بالمجتمع وكلمة الحق لابد ان تقال المرأه الكويتيه محظوظه مقارنه بمثيلاتها بدول الخليج العربي ,فالرجل الكويتي متفهم بدور المرأه في المجتمع والله لايغير علينا.