الاثنين، 11 أغسطس 2008

عادة عساها ما تنقطع

عودتني علي هداياها التي لا تخطر علي بال أحد ، ليس لي وحدي وإنما لمن تحبهم من حولها . وعادة تكون الهدية بمناسبة شهر رمضان بالذات ولا تتعدى لوازم شهر الصوم الفضيل مثل لفة قمر الدين وبطل شربت فيمتو وكيس هيل وعلبة زغفران ملفوفين بطريقة جذابة مع مفاجأة تتغير كل عام .



وعندما تحدثنا عن أمر حصل برمضان تذكرنا قائلة : رمضان اللي وزعت فيه بخور أو العمرة اللي رحناها برمضان اللي وزعت فيه شربت البيذان . وأحيانا كثيرة تبلغ فيها الطرافة بأن تسألنا عن الكبة أو السمبوسة التي ذاقتها عندنا برمضان اللذي وزعت فيه طرشي الليمون وأجار الطماط الكويتي !



صاحبتنا لا مانع لديها من أن تربط أيضا الأحداث بهداياها مثل السنة اللي إنولد فيها فلان برمضان اللي وزعت فيه كتاب المطاحن للطبخ .



لذا أحرص جدا علي تذكر ترتيب هداياها حسب السنوات ووضعها برزنامة خاصة ثابتة أجددها كل سنة بإضافة نوع هدية العام متبوعة بأهم الأحداث التي مرت علي صاحبتنا برمضان مثل : المواليد الجدد ، رحلات العمرة ، الخطبة والزواج ، الوفيات . وأحيانا أضيف أحداثا مهمة حصلت علي مستوى الكويت أوالعالم مثل حادثة قتل المطربة ذكرى ( الله يرحمها ) . وأتمادى قليلا بإضافة ماذا عجبها من أكل تذوقته أو طيب وبخور شمته !


وإن حدث ونسينا تعاتبنا بلطف : خلف الله عليكم شنو اللي تذكرونه عيل ؟


وأرد عليها بإبتسامة وأقول بقلبي : كل بقلبه شقى الليله ! المؤرخ سيف الشملان يؤرخ حسب الأحداث التاريخية المهمة مثل سنة الطبعة والهدامة . والفلكي العجيري حسب الأحوال الجوية الغير عادية مثل تسونامي والكسوف والخسوف ونحن صحيح مثل ما قالت خلف الله علينا لأننا صرنا نقول سنة الربيان اليابس وسنة ماء اللقاح وسنة الكريمة الحامضة والقيمر ! ( في إحدى السنوات قل توفرهما فسافرت صاحبتنا إلي البحرين والدمام لإحضارهم ) .


ومع هذا كلي شوق لإستقبال الشهر الكريم وهديتها لهذا العام وعساها وعسانا من عواده وعساها عادة ما تنقطع .

السبت، 9 أغسطس 2008

بذوق غيرنا

سلمتني كيس أنيق وقالت : تري إنتي لك أغلي صوغة .
كانت حقيبة يد جلد بلون الجلد الطبيعي ذات موديل حديث وكرت السعر يتدلي منها ربما عن عمد لأرى السعر وفعلا كان السعر مرتفعا بالنسبة لصوغة أو هدية سفر . لم أفرح لأني لم أحب الموديل فلو كنت أنا التي أشتريتها لما إخترت هذا الموديل لأنه ليس ذوقي .
وحدث بعدها بمدة أني كنت علي موعد مع صاحبة الهدية وبعض الصديقات فأجبرت نفسي علي إستعمالها ولبس ما يناسبها فقد أثر فيني أنها خصتني بأغلي هدية مع إمكانياتها المادية المتوسطة .
الغريب إن الحقيبة لفتت أنظار كل البنات وسألن عنها مع تعليقات مثل : إي كذي غيري ستايلك و ما تتصورين إشكثر لايقة عليك . حتي إن إحدى البنات قالت بذكاء : ما أعتقد إنتي اللي مختارة هذي الحقيبة أكيد ذوق أحد غيرك ولو كنت بمكانك أخليه على طول يختار لي . ثم إستدركت بسرعة : هذا مهو تقليل من ذوقك بس طالعة بصورة ما تعودناها عليك .
وطبعا صديقتي صاحبة الحقيبة كانت تشعر بالفخر لهذا الإطراء . ومع كل هذا المديح لا يزال لدي شك بأن الحقيبة لا تناسبني وما قيل لي من الصديقات من باب الإطراء فقط وإتفاقهم عليه كان مصادفة .
تكرر الإعجاب بالحقيبة لعدة مرات ومع عدة أشخاص لا تربطهم صلة ببعض عندها فقط قلت لنفسي إلي متى أصدق نفسي وأشك بكلام الجميع وليس لهم أي مصلحة بذلك !
في الحقيقة لم تكن هذه المرة الأولى التي يتكرر فيها إعجاب الناس بشيء ألبسه ليس علي ذوقي . قلت لنفسي لماذا الإصرار على التقيد بنمط معين وذوق واحد وهو ذوقي . لما لا أطلق العنان لأذواق من حولي وأرى كيف سأكون بذوق غيري . خاصة وإن بعض الناس تدفع لأشخاص متخصصين لشراء ذوقهم وهذا متوفرلي وبلا تكلفة فقط أحتاج لسؤال أصحاب الذوق من حولي .
دعوة أطلقها للجميع دعونا نتمتع بذوق غيرنا .