الحوبة

ما أدري ليش قعدات الصفا وراحة البال والسوالف الحلوة تنقلب بقدرة قادر إلى مناجر !!!
مع نسمات الجو البديع ليلا في هذه الأيام لما يترسب الغبار ويصفى الجو
أحن لقعدة الكراسي خارج المنزل في المساحة الخضراء اللي سمح لنا به فريق الإزالة
نوعنا نحب العشا الخفيف .... وعشانا ما يختلف عن ريوقنا إلا نادرا
قعدت أسولف مع زوجي ونشرب الحليب بالشاي بيالة ورا الثانية
موحاسين بنفسنا من الهذرة والسوالف .... واللي ساعد إن زوجي كان مزاجة رايق ذاك اليوم
وسألني : فلانة ... ما تطري عليك سوالف أمج وأبوج وتتذكرينها .
الموضوع فرحني من أعماقي فما في شي في الدنيا أحلى علي من سوالف أمي وأبوي ومواقفهم
قلت : والله إمبلا والمواقف وايده .... وساعات في بعض المواقف أحس إنها كوبي من اللي مر فيه أمي وأبوي !
هو : خلي عنج هالحجي ..... ما في شي يتكرر
أنا بعد تفكير قصير : صحيح والله كلامك .... في مواقف لا يمكن تمر علي !
بفضول وبينما هو مسترخي ومضطجع على الكرسي الطويل على جنب سألني : وشنوه هذي المواقف ؟
أنا : مرة أبوي قال حق أمي جدامنا .... أم فلان بمر عليج يوم بتلاقيني شايل جنطتي ومسافر وقاط عليج كرت البنك وعندج السايق لي بغيتي شي يجيبه لك !
أمي : هو ليش ؟ وي عاد يحصل لك ؟
أبوي : يحصل لي ونص ... ما لكم شي عندي ... عيال وكبرنا ... وطلباتج في من يلبيها ... وصار دوري إني أهج وأصد لي كم يوم من غير إزعاج !!!
وفجأة تذكر ... ها وما راح أقول لكم وين رايح ولا راح أتصل لي سافرت ... خبركم فيني شايل الجنطة وقايل لكم مع السلامة !
ما صدقت أمي كلامه وأعتبرته نوع من الغشمرة
وما صار ذاك اليوم إلا وإحنا متجمعين كلنا بالصالة وإلا أبوي ساحب الجنطة وراه ويقول لنا مع السلامة .
طار عقل أمي وقامت تناديه ... بو فلان من صجك بتسويها ؟
وإحنا نصارخ وياها يبا ... يبا ... نبي نسلم عليه ... لكن الريال معزم ولا إلتفت علينا !
طلع من البيت ... لا إحنا ولا أمنا وقفنا بكي ....وكل دقيقة تقول جذي تسوي فيني ؟ أفا عليك يا بو فلان !
كانت حانقة عليه جدا .... وضايق خلقها .... إشلون يسوي فيها جذيه جدام عيالها !!!!
وبعد يومين بالضبط .... إتصل أبوي وإلا صايره مصادمات بين الشعب في البلد اللي سافر لها من أول يوم وصل ومنحبس بالفندق ما يقدر يطلع منه .... من كثر الطق والعنف بالشوارع .
وتم على هذا الوضع لمد عشرة أيام خايف ومرعوب من الأوضاع بره الفندق .... وأمي شبت صارت تحاتيه ومشغول بالها عليه ولا كأنها كانت زعلانة لأنه سافر من غير ما يقول لها !
وأخيرا نجح بالخروج من الفندق بمساعدة السفارة ووصل للمطار بسيارة أسعاف ومنها ركب الطيارة ورجع للكويت .
وأول كلمه قالها حق أمي لما دخل البيت وإستراح : أم فلان ... الله يا حوبتج حارة .... كذيه تشورين فيني ؟!
إستانس زوجي على القصة وضحك : صج والله .... عمي يخاف من حوبة عمتي ؟!
وزين إنج مو مثلها ....هههههههه !!!
في هذه اللحظة رن هاتف زوجي النقال ..... وأسمعه يقول بفرح جاي لكم طيران
هقيت في خبر زين ..... طلع الربع في الديوانية ناقصهم واحد للكوت بوسته وطالبين من زوجي يحضر حالا !!!
بصراحة إنبطت جبدي .... الحين في هالليل !!!
قاعدين ريلاكس وسوالف حلوة .... إش هالربع اللي ما يقدرون ريال قاعد مع زوجته
المهم إن زوجي ما همته إحتجاجاتي .... وهو قايم ويبي يمشي ركبته دعمت الطاولة وصرخ
آآآآآه
بغى يكمل مشيته وهو يعرج .... صبعه الصغير دعم رجل الطاولة
وصرخ مرة ثانية
آآآآآآآآآآآآه
وطاح على الأرض مو قادر يتحرك
طلبت له الأسعاف وظل مدة طويلة يعالج ركبته .... وصبعة الصغير بالجبس
لما حضروا أمي وأبوي ليتحمدوا له بالسلامة سألته أمي :
خير عسى ما شر يا وليدي ؟
زوجي : أي خير يا عمتي .... البنت بانت فيها أول إشارات الوراثة ... وصارت من نصيبي
ووجه كلامه لأبوي .... عمي عسانا الجنة أنا وياك !