أتلانتس .... دبي (1)

( خطفة رجل ) قادتني لدبي وتحديدا لفندق ومنتجع أتلانتس :)
منذ إفتتاح الفندق الذي أخذ إهتماما إعلاميا وإفتتاحا مكلفا ماديا وإستقطابا لعدد من المشاهير حول العالم وأنا لا أدرك تماما لماذا كل هذا الزخم والضجة؟ !
فخامة ... ألعاب نارية ... مشاهير .... وماذا بعد ؟؟؟
كلها عناصر جذب لإنتباه الناس والإعلام لإمارة دبي التي إعتادت على إبهارنا بين تارة وأخرى بتحقيقها أمورا مستحيلة !
أبسطها تحويل الإمارة لمتحف معماري مفتوح ومكان جاذب سياحيا متحدين فيه قساوة الجو الحار والرطوبة العالية ومستغلين إستغلالا جيدا إغراء مياه البحر الزرقاء وتوفير وسائل الراحة والرفاهية للكبار ونشاطات ترفيهة للأطفال والكبار على حد سواء !
منذ إفتتاح الفندق وعلى مدى سنة تقريبا وأنا أسمع وجهات نظر مرتاديه وزواره والتي لا تتعدى كلمات قليلة أنقلها لكم كما هي :
لوبي الفندق فخم جدا ولكن الغرف عادية !
حاولنا حجز غرفة من الغرف المطلة على الإيكويريوم وما حصلنا لأنهم محجوزين لأشهر كثيرة للأمام !
فخامة على ولا شي ... الفندق بعيد ولا يجاوره أي فعاليات مثل أحد المولات المشهورة .... الفنادق الأخرى أونس !
ممرات الغرف تقمت القلب ( كئيبة )

أما المعجب جدا فيجيب بإنبهار .... حلو ... فخم ....فخم ... فخم
كلمات إختزلت المشروع بكاملة بصورة بعيدة تماما عما رأيت وتفاجأت به .... لدرجة إن إحدى صديقاتي طلبت مني الكتابة عنه من وجهة نظري لأنها لم تسمع أحدا يصف أتلانتس بهذه الصورة !
للتعرف على الفندق لا بد من مقدمة مختصرة تفيد وما تضر :)
إتلانتس أو أطلنطس أو أطلانطس كما نلفظها هي المدينة الفاضلة التي ذكرها أفلاطون ( الفيلسوف الإغريقي ) في إحدى محاوراته التي جمعته مع الشاعر والمؤرخ كريتياس والفلكي الإيطالي تيماوس والقائد العسكري هرموقراطيس حيث ذكر كريتياس أنه سمع من جده الأكبر صولون ( مشرع أثيني زار مصر بالفعل ) أن كهنة مصر يتناقلون حديثا جيلا بعد جيل عن مدينة تدعي أتلانتس تقع خلف أعمدة هرقل ( مضيق جبل طارق في زماننا )
أتلانتس قارة مفقودة كانت موجودة في الماضي السحيق قبل الميلاد ، مساحتها كانت أكبر من مساحة شمال أفريقيا وأسيا الصغرى ويتبعها مجموعات من الجزر ثم قارة عظيمة أخرى ( يقصد بها أمريكا )
وصلت أتلانتس لدرجة عظيمة من التقدم والحضارة وأشتهرت بقصورها الكبيرة وأعمدتها الحجرية الضخمة ومعابدها المطلية بالذهب !
إختفت قارة أتلانتس لأسباب غير جازمة حتى يومنا هذا فهناك من يقول أنه بسبب الحرب التي نشأت بين أهل أتلانتس وأهل أثينا ( اليونان ) أستخدمت فيها أسلحة قتالية فتاكة ويقال إنها قنبلة ذرية أدت إلى إنفجار ودمار هائل وهناك من يقول أنه بسبب سلسة من الكوارث الطبيعية مثل طوفان والبراكين والزلازل أدت إلى إختفاء المدينة !
وفي كلا الحالتين نصل لنتيجة واحدة وهي إختفاء حضارة عظيمة نشأت لفترة من الزمان وكانت كما يقال هي الحضارة الأم التي فرعت حضارات لاحقة أو بالأحرى نواة نشأة حضارات أخرى متعددة قريبة من أتلانتس مثل الحضارة الفرعونية ، ومن يرى الكتابات الجدارية على الحوائط الحجرية يلاحظ التقارب الكبير بين الحضارتين وبخاصة طريقة الكتابة وطريقة البناء الحجري الصلب الذي لا يتأثر بعوامل الزمن وتدمير الإنسان المتعمد له !
غرقت القارة بكاملها في أعماق مياه المحيط الأطلسي الذي إكتسب أسمها ليومنا هذا
لا أحد يعلم تماما ما إذا كان ما ذكره أفلاطون عن أتلانتس هو ضرب من الخيال ومقدمة لا بد منها للحديث من مدينته الفاضلة أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير وتوثيق لحضارة لم يأت على ذكرها أحد ولم توثقها الحضارات اللاحقة لا في كتابات جدارية ولا مخطوطات على أوراق البردي ؟

فقط ما جاء على ألسنة كهنة مصر الذين نقلوا الحديث كما ذكرنا لصولون جد كريتياس الأكبر !
ظلت سيرة أتلانس كأسطورة خيالية لسنوات عديدة
حتى ذكرها أحد أشهر المنجمين الأمريكيين ويدعى إدجار كايس في خضم الحرب العالمية الثانية سنة 1940 وتنبأ بطفو جزء منها بالقرب من جزر الباهاما في أواخر الستينيات من القرن الماضي .
نبوءته قوبلت بالتجاهل فيما بعد لأنها كانت مخيبة لآمال من يتوقعون أخبارا عن موعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ومصير الدول المشاركة بالحرب ولمن ستكون الغلبة ؟ وما هو مصير هتلر ؟
بعد ربع قرن تقريبا وفي نفس الزمان والمكان الذي حدده العراف حدث ما حبس أنفاس العالم وألهب خيالهم وأحيى أسطورة مدينة أتلانتس !!!
ففي عام 1968 برزت بقايا لأبنية حجرية من قاع المحيط الأطلسي بالقرب من إحدى جزر البهاما ، أبنية لم يعرف لها مثيلا بالحضارات السابقة وقتها نشطت حملات الإستكشاف في تلك المنطق حيث عثر الغواصون على أطلال مدينة هائلة غارقة صورتها عدسات التلفزيون ونقلتها للمشاهدين
أسطورة مدينة أتلانتس تحولت لحقيقة لم تفك عقدها بالكامل حتى يومنا هذا مما زاد في غموضها فألهبت خيال الكتاب وصناع السينما .
من وحي المدينة الغارقة الأسطورة أتلانتس أستلهم المعماريون فكرة فندق ومنتجع أتلانتس ونفذها صناع المال الإستثمار والسياحة على جزيرة الفردوس إحدى جزر البهاما ذات الطبيعة الخلابة والمياه الصافية !
فكان الفندق الوحيد في العالم الذي المستلهم من أجواء المدينة الأسطورة أتلانتس

وللحديث بقية ......