أبونا ... ورمضان

دخلنا على الثلث الأخير من رمضان أعاده الله علينا عليكم ونحن بأتم حال
بإقترابنا على العشر الأواخر تهدأ قليلا وتيرة حركتنا ( ولويتنا ) اللهم إلا الإستعداد للعيد والمدارس ... الله يعجل بفتح أبوابها .
فلا فائدة من تعطيل المدارس أكثر من ذلك .... وعذر تأجيل الدراسة بحجة سهولة إنتقال إنفلونزا الخنازير بسبب تجمع الطلبة بمكان واحد وسهولة العدوى حجة برأيي واهية والسبب أن التجمعات حاصلة سواء داخل أسوار المدارس أو خارجها .... وما أراه عندي وعند غيري أن معظم الطلبة والتلاميذ يقضون نهارهم نياما وليلهم سهر وقز بالمجمعات وتفرفر على الغبقات والديوانيات !
وتمديد مدة الإجازة لن يمنعنا من الإحتكاك بالمرضى ولن تجعلنا ( نهجع ) ببيوتنا !!!
في الثلث الأخير من رمضان
( أبونا ) أخذ على الصيام وتعود عليه من بعد ما كان يأتي من الدوام ويحط راسه وينام إلى وقت الفطور ... يخاف يتكلم عن لا ينشف ريجه !
ومع تعوده على الصيام والذي يتزامن مع وقت القرقيعان .... يدخل للمطبخ ويحوس بينا ....ويبدي السين والجيم ... وحشر الأنف بكل ما لا يعنيه ....ليش تسوون كذيه ؟ وليش هذا كذيه ؟
يطل بالجدور ... ويشمشم ريحه الطباخ اللي بالفرن ؟
وبعد ما يتطمن على منيو الفطور ... ويلجنا على طلباته
يتحفنا بأوامره الفجائية ....ويسأل : أقول عسى مسوين تشريب باجه اليوم جاري بوفلان صادفته بالمسجد ويقول مشتهي تشريبتنا
طرشوا له على قده يقول لا تكثرون ترى محد ياكلها غيري ... وإذا التشريب راهي طرشوا لجاري بوفلنتان لأنه كان واقف يسمعنا وأخاف إنا صار بخاطره ومستحي يقول !
ثم يتلفت بالمطبخ يدور على شي ... تالي يسأل : اليوم ما سويتوا صب القفشة ؟
أنا : بلى ... بعد شوي بنصبها ... عاد إطلع لا تصبغ فيك ريحة القلاي ؟
هو : أمي تحبها وأبي أودي لها بعد الفطور ....وسهم أمي صبوا عليها شيرة السكرين ( شيرة مرضى السكر )
أنا : حاضر كل شي تبيه بنسويه .... بس واللي يسلمك إطلع من الطبخ لا تدوكرنا ؟
وكله يهون ولا إنه يروح الجمعية بعد الدوام وهو صايم .... يخم الجمعية باللي فيها !
نكون حنا بالبيت مقررين من قبل يوم شنو بنسوي للفطور ويجي أبونا الله يحفظه يعفسنا بطلباته الفجائية وأوامره بإرسال نقصاته لجيرانه من غير ما يعلمنا لنحسب حساب ذلك !
ويخلينا على وقفة وحده بالمطبخ لحد قبل الفطور بوقت قليل ... وما أفطر إلا وأنا بقمة التعب !!!
ويحرني لما يقعد بين أهله ويفتخر إنه خلص ختمتين قرآن ....وإن الصيام هذي السنة سهالة لا عطش ولا جوع !!!
من سنوات العشرة معه عرفت نظامه وتعرفت على جاراتي زوجات أصحاب زوجي في المسجد ... وعرفت شنو يحبون .... فصرت أطرش لحبايبه من جيرانه حسب ذوقهم .
وأعزل صب القفشة لأمة وأخواته إذا عرفت إنه راح يمرهم
أما الجمعية فصرت ما أوصيه على شي يجيبه منها ... وزيادة على ذلك صرت أتصل عليه قبل إنتهاء دوامه وأقول له كل شي متوفر بالبيت تعال بس حق البراد والراحة بالبيت ولا تتعب روحك بهالحر
وبهذه الطريقة صار عندي وقت كافي قبل الفطور هذه السنة أقعد وأقرأ قرآن وأتابع كم برنامج
وقمت أقول مثله لي قعدت جدام أمه وخواته وإخوانه وأقول : رمضان هذه السنه خفيف طار ولا حسينا فيه
عسى الله يتمم علينا صيامنا ويتقبل طاعتنا