الوفرة

جملة قالتها أم طارق وما هقت إنها بتكون السبب لإقتناع الصبايا والذهاب لمزرعتهم في الوفرة والمبيت فيها ليلتين !
جاءت أم طارق بعد غيبة طويلة .... كانت بمزرعتهم بالوفرة .... كانت دوما تدعوا صبايا دار عزيزة لزيارتها بالوفرة والمبيت عندها وبخاصة بأيام الربيع الجميلة .... ولكن لأسباب غير مفهومة كانت الروحة للمزرعة بالنسبة للصبايا غير متلبية !!!
وكنوع من الترغيب والتشويق بالمزرعة قامت أم طارق تعدد وتوصف لهم جمال المكان والجو بهذه الأيام والهدوء ولون الخضار والبساطة في العيش وراحة البال وصفاء الجو وإنعاش النسمة الندية والمشي بين الأشجار ...... عل وعسى يقتنعون بالوفرة !!!!
كانوا يوافقونها الراي ويأيدونها ... وزين ما سويتوا .... والله خوش .... ويا زين المكان شوقتينا ..... ولكن بدون ما تكون عندهم رغبة حقيقية للذهاب !
لحد ما قالت الله يا زين البيض بومحاحتين اللي بالوفرة ... إهي نطاعة ... إهي لذة .... ويا زين البيض بوعيون ....لي صبيناه بالمقلة وجاك بالصحن مقلي وكل بيضة لها عينتين .... بس يقول وين الحلج اللي يستاهلني ؟؟؟!!!!
لا أعرف ما السر في هذه الكلمات والوصف البسيط .... ولكنه كان له مفعول السحر في شد إنتباه الرواد الصبايا .... والإتفاق فيما بينهن بسرعة البرق وبالإجماع للذهاب للوفرة والسبب هو البيض بومحاحتين !!!!
ومن باكر إنطلقت السيارة حاملة الصبايا وسيارة وانيت أخرى فاضية تتبعهم متجهين جميعا نحو مزرعة بوطارق .
الوقت لم يكن نهاية الأسبوع .... ولكن في شي طق براس الصبايا وشلعهم من أماكنهم إلى الوفرة .... وفي الوداع قالوا إذا إستانسوا من المكان وياز لهم راح يباتون جمن يوم !!!
وهذا ما صار .... خبرنا فيهم قالوا حنا وصلنا بالسلامة .... وتالي لا حس ولا خبر !!
إتصالاتنا كانوا يردون عيلها بإختصار حنا زينين وبس ... ومشغولين بحياة المزرعة .... نسولف عليكم لي ردينا .
وفي اليوم الثالث إتصلوا قالوا حنا حادرين اليوم قبل المسيان .... ومعانا صوغة الوفرة !
وطبعا الصوغة كانت كراتين من البيض بو محاحتين .... مع خضرة طازجة من المزرعة .
رجعوا حدهم مستانين ووجوهم فرقت علينا ... الخدود موردة ومسمته .... وعلى كلامهم قالوا كأنا قاعدين فى مصح .... ناكل من الأرض ونشرب حليب من الغنم ونشم هواء نظيف كله أوكسجين ... ونطبخ ويبتنا بإيدنا .... وأهم شي لا غثا ولا أذى ولا أخبار مزعجة !
من الصبح بعد الصلاة يتمشون حول المزرعة ويختارون السخلة ( الماعز ) اللي بيحلبونها !
وينقون البيض الطازج ويقطعون شوية خضرة وطماط وخيار .... ويطلعون بطاط وبصل أخصر وجزر من تحت التراب ...على قد إحتياج ريوقهم وغداهم .
يخبزون خبزهم بإيدهم ... كل يوم مرتين ... مرة صباحا للريوق ومرة مساءا للعشا
وبعد الريوق يرجعون يتمشون بالمزرعة قبل لا تمحمى الشمس وبعدين يطبخون غداهم .

وبعد الغدا ينامون وبعد شاي العصر ينطلقون لشبرة الوفرة يتطمشون على إنتاج المزارع الثانية ويمرون على مزرعة دواجن متخصصة في بيع البيض ويشترون البيض بو محاحتين على دفعات كل يوم شوية .
الجماعة طقوها صحبة مع البياع وخذوا رقم موبايلة وصاروا يدوقون عليه تليفون يوصونه على إعداد الكراتين اللي يبونها كل يوم .
من الطرائف كما يقولون إن بياع البيض ما كأنه عايش في مزرعة وبين مزارعين ودواجن ومقطوع عن الحياة المدنية .... الريال مملوح وشكله كأنه أحد مطربي هذي الأيام والجيل بالشعر ... والقمصان ألوانها زاهية وأحيانا فاتح الصدر !!!
يعني اللي يحب الزين ويبي يونس روحه ما يعوقه المكان !!!
البياع كان حده مستانس على الصبايا ولي تأخروا إتصل عليهم يتفقدهم وطبعا يجرها معاهم كم سالفة ..... وما يخفى عليكم خفة دم إخوانا المصريين وكعكعة صبايانا واللي تكلمه تكركر وتنقل حق رفيجاتها إشقال فورا ويتكركرون معاها .... والريال ماغير يقطط عليهم الألقاب وهم مستانسين ..... مرة يا ماما .... ومرة يا ست الكل .... ومرة يا حاجة .... ومرة يا أميرة .... ومرة هانم .... ومرة ست الستات .
الله يسامحه من بياع خفف الصبايا بكلامه الحلو واللطيف معاهم :\
أم سامي تقول لولا الحياء كان ودها يقول لها يا قشطة .... مشتهية أحد يناديها كذيه لكن باقي الصبايا إنهروها وقالوا لها يا خزياه لا ينقد علينا الريال !!!
أما في الليل فيسولفون مع بعض أو يتفرجون على مسلسل عربي في روتانا زمان
أم طارق وايد إستانست إهي وزوجها من ضيوف دار عزيزة :))
والصبايا قالوا قميضة وين كنا كل هالأيام تعزمينا ولا نجي .... عرفنا الدرب الحين وبشروا بتخف ريولنا على الجية لكم كل مرة :)
والله يعافي البيض بومحاحتين .... ويا سبحان الله كم من سبب بسيط مو بالعين شي ولكنه له أثر كبير في نفوس غيرنا ... وقوة إقناعة فوق ما نتصور !