الشخصية الأخرى

طوال معرفتنا برشيدة على مدى سنوات طويلة تبدأ منذ زمالتنا جميعا بالمدرسة الثانوية

نعرف بإنها فتاة مستمعة أكثر مما هي متحدثة

ترد على قدر السؤال وكلمتا لا أعرف أو لا أدري هي أكثر إجاباتها !

هادئة لدرجة أننا لا نشعر بوجودها أحيانا

طوال معرفتنا بها لم نستفد منها بأي معلومة اللهم إلا اليسير من المعرفة

تسافر وتحضر حفلات لمطربين وتذهب لمنتزهات

وعندما نسألها :

ها سولفي لنا إشلون روحتكم ؟

ترد :

زينه والله ... إستانسنا !

فقط ... سنوات والجملة هي هي لم تتغير !

إحترمنا طبيعتها وإن كنا أحيانا نمازحها بسبب هذه الصفات

:)

كانت عكسنا جميعا

نوصف ونمدح ونذم ونتبادل المعلومات ونكتب أهم الملاحظات لنستفيد منها

ورشيدة تكتب معنا وتكاد تنشّف ريجنا بإستفساراتها !

ولا تدع معلومة تفوتها إلا وتطلب إعادتها لها !

رشيدة فتاة حبوبة جدا

والصدفة البحتة جمعتني مؤخرا بها وبأهلها في أحد المنتزهات ودعوني لشرب الشاي في شاليههم

لبيت الدعوة ورأيت أنها فرصة أيضا أن أسلم على والدة رشيدة وعمتها

من الغريب أنه لم تسنح لي الفرص من قبل بأن أجتمع بأسرة رشيدة بأكملها

وهذه المرة كانوا بكامل عددهم ... ما شاء الله

الأخوات وزوجات الإخوان والأحفاد والأم والعمة كلهم كانوا متواجدين لإستقبالي

حقيقة إستمتعت بصحبتهم ( الونيسة ) وضيافتهم الكريمة

لكني خرجت وأنا أفتح ( حلجي ) وعيوني على الآخر !

كنت مندهشة جدا ..... من رفيقة عمري رشيدة

إكتشفت إني لا أعرفها على حقيقتها

أو بشكل أصح لا أعرف شخصيتها الأخرى مع أهلها !

إستغربت جدا من شخصية رشيدة مع أهلها ؟

على العكس تماما من شخصيتها معنا !

الكل ينتظر حضورها لتحكي وتدلي بالمعلومات القيمة التي تملكها

رشيدة بالنسبة لأهلها هي كنز المعلومات المتنقل

 والمستشارة الفريدة من نوعها في كل مجال

!!!

الكل يأخذ برأيها .... من أصغر الأحفاد حتى أكبر الكنات والأخوات

والأدهى أنها تتأمر وتتدلل عليهم ... وإلا فهم الخسرانين لمعلوماتها

المعلومات التي نحن الصديقات جميعا مصدرها !!!

 

لحقت بي رشيدة لخارج الشاليه ورافقتني مشيا إلى شاليهنا

صارحتها بدهشتي منها فأبتسمت وقالت :

توقعت سؤالك من علامات الدهشة التي إرتسمت على وجهك

لذا لحقت بك للخارج

وأكملت :

ما شاءالله عليكم طول عمركم يا رفيجاتي ماكلين الجو عليّ ومو معطيني فرصة

دائما السباقين بالمعلومات والمعرفة اللي آخذها منكم جاهزه مجهزه وأفيد فيها أهلي

أهلي مثل ما شفتيهم ناس من أهل الله وعلى ويهم

وإختلاطهم بالناس قليل جدا

بسبب خجلهم من ضحك الناس الناس عليهم

بسبب أطباعهم وطيبتهم الزائدة عن الحد

ولولا رحمة رب العالمين باللي أجيبه لهم من معلومات وأعلمهم السنع اللي أشوفه منكم جان ما أدري شنو مصيرهم

؟؟؟

عاد تصدقين إنهم يدرون إنكم مصدر معلوماتي وما خشيت عنهم هالشي

ويدعون لكم بالخير إللي الله مسخرك لي

لدرجة إني من أقعد بينهم حتى يسألوني وهنا تركز رشيدة نظراتها بعيوني وهي تضحك وتقول :

ها قولي يا رشيدة شنو آخر أخبار صديقاتهم وفناتقهم ؟

بادلتها الضحك وأنا أقول :

والله زين ؟ .... عيل طلعنا عنكم كأننا أخبار جهينة ؟!

وقلت في قلبي :

سبحانه اللي ما يضيع أحد