عزيمة غير شكل !

منذ أن سكن جيراننا الجدد العرب في منزلهم الجديد



والحفلات لا تنتهي .... كل أسبوع هناك حفلة


أحد تلك الأسابيع كان مخصصا للجيران وكنا جميعا من الكويتيين


لذا دعوا النساء في أسبوع والزوج دعى الرجال في الأسبوع التالي


جاراتي ممن حضرن حفل التعارف أثنين جدا على منزل الجارة العربية وجمال تنسيقه


وشراحة حديقة منزلها وتنوع ولذة مأدبة الحفل وحفاوة المضيفة وطيب روحها


الأمر الذي شجعني كثيرا لحضور حفل اليوم الذي حددته لي عندما إعتذرت لها عن عدم الحضور في الموعد المخصص مع جاراتي


ألحت علي وبشدة للحضور وقالت لي إنه حفل مخصص لصاحباتها العربيات المتزوجات من كويتيين وأني لست غريبة عليهم تماما وأردفت مرحبه من كل قلبها:


( ويا ميت أهلا وسهلا بجيتك )


حضرت وبعد السلام عليهن إكتشفت إنني الوحيدة السمراء بينهن والوحيدة التي تتكلم اللهجة الكويتية البحتة


الحضور من عدة جنسيات عربية والحديث كان خليطا من عدة لهجات بعضهن إكتسب لسانهن من العشرة الطويلة


مفردات كويتية كن يستعن بها بحديثهن عندما لا يلاقين لها رديفا بلهجتهن


أو إن لفظها بطريقتنا ( تبرد كبودهم ) مثل بالطقاق وقلعة ..... ومالت عليهم !


كنت أعرف بعضهن عن طريق النسب والمعارف والصداقات


وكنت ألتقي مع بعضهن مع حشد من الكويتيات


وكان لا يتعدى مجموعهن عن ثلاث على الأكثر في كل تجمع كويتي


وهذه المرة إنقلبت الصورة وكنت الكويتية الوحيدة بينهن


موقف جديد وغريب بالنسبة لي لكنه جعلني أرى نفسي مكانهن


الساعتين التي قضيتها بينهن


كنت فيها مستمعة أكثر من متحدثة


وإن تحدثت كان لأيضاح الصورة عن مجتمعي بصورة أفضل أو التبرير بحسن النوايا


الحديث كان في الغالب يدور عن حياتهن في المجتمع الكويتي


إندماجهن مع مجتمع متحفظ مقارنة مع مجتمعات بلدانهن .... معاناتهن مع الغربة .... حياتهن بحلوها ومرها و تربية أولادهن


وأكثر ما ركزن عليه هو نعت الأسر الكويتية لأولادهن بـ


عيال المصرية ... وعيال السورية ... وعيال الفلسطينية


!!!!


أمر آراه عادي جدا بسبب تعودي عليه ويقيني أن هذا النعت لا يتعدى في الغالب عن الوصف لتميز العيال بهذه الصفة وبخاصة إن كانت هناك أكثر من زوجة ومن جنسيات مختلفة


ولكنه بالنسبة لهن ولأولادهن أمر مزعج للغاية لأنهم بالنهاية يحملون أسم أب معروف ينتسون له أكثر من جنسية أمهاتهن !


ناهيك طبعا من مشاجرات الأطفال ( ومعايرهم ) لأقرانهم من أمهات عربيات


سوالف كثيرة لا تخلو من نقد ما لا يعجبهن في مجتمعنا


حاولت إيضاح بعض الأمور لديهن من باب الدفاع عن مجتمعي


وكن يعلمن أكثر مني أن كثير من التصرفات لا تحمل أي ضغينة لكنها تذكرها بأنها مختلفة عنهن بسبب جنسيتها .... وأقل منهن بالإنماء لمجتمعنا الكويتي


يشتد الكلام تارة وينسون أنني بينهن بسبب سكوتي ولعدم تعودهم لوجود مثلي بينهن


وأسمع ما لا يجب أن أسمعه من ( خبريات ) وقصص وحكايات وخبايا لا أعرفها عن ناس أعرفهم ( ويذكرونهم بالأسم ) ولهم زوجات عربيات ( من وراء ظهر زوجاتهم ) !


ويأخذون راحتهم أكثر وأسمع وجهة نظرهم بطريقة تجعلني ( بنص وجه )


رغم أنه صحيح ولكننا لا نقولها بهذه الطريقة الصريحة الفجة


ومثال على ذلك :


يحمدوا ربهم أهل جوزي ظل بالكويت ما حدا راضي يجوزه بنته من أخلاقه وشربه للخمرة لو ما كان تزوجتوا ما كان عنده إسم الله هالولاد اللي بياخدوا العقل أخلاق وجمال وعلم وتربية حتى هوه بنفسه يقول إشلون طلع لي أولاد أحسن مني !


مفخرة لهذه الست أن تتزوج من رجل فاسد وتتحمل ما لا أحد أن يتحمله وتنجب وتربي وفي كثير من الأحيان ( تعدل الريال ) وتعمل ما لم يستطيعوا أهله أن يفعلوه به


بغض النظر عن الأسباب أو الدواعي التي جعلتها تقبل بهذا الزواج أو يقبل ولي أمرها


أمر مرهق طبعا وجميعنا نعلم به ونثني على هذه المرأة


وتعترف بكل صراحة إنها الكسبانة في النهاية فهي محط إحترام وثقة من الزوج أولا ومن العيال ( ولا يشك خيط بإبرة ) إلا بشورها وعلمها


ولكن ( بعد شو ؟ ) بعد أن دفعت ثمنه من صحتها وأعصابها


ولكن ( تحمد الله على كل حال دائت العسل .... وهيدا أحسن من ولا شي )


ولكننا مجمتع يحب الستر ولا ننبش الماضي ونقول لمن حولنا وللعيال


( أبوكم كان كذا وكذا وفعلته من تركته )


تنتبه واحده منهن لوجودي مع حمى وطيس الكلام وتريد أن تدلي بدلوها


فتترقق معي وتقول :


معلش ما تواخذينا وما تزعلي بدي أقول رأيي !


وتقول ما هو أمرَ ويجعل ( العرق يتكني ) عن مجتمعي


ولكن لا أستطيع لومهن لأن ما نفعله في تجمعاتنا والقلة ( العربيات ) بيننا


مثل ما يفعلنه تماما أمامي الآن وأكثر !


شعرت كم هو قاسي أن نتقبل ونسكت عن رأي الأغلبية


وكم جميل هو مراعاة المشاعر والأحاسيس ولو كان لخاطر شخص واحد فقط

ودعنني بالنهاية بحفاوة بالغة وعبارة
 
إنشاءالله إنبسطتي ؟!