غالبا ما تكون لدينا أفكارا مسبقة عن أشخاص معينين أو جنسيات معينة أو أماكن محددة
!!!
وهذه الأفكار ترسخت بأذهاننا إما من الأعلام كالأفلام السينمائية والتلفزيونية والمطبوعات المختلفة أو نقلا عن أشخاص نثق بهم
الغريب أننا نثق تماما بتلك الأفكار ونتقبلها فكريا ونتأهل للتعامل معها نفسيا لا شعوريا
كان هذا الموضوع هو أحد نقاشات رواد دار عزيزة العامرة
:)
لم أتخيل متعة هذا الموضوع والمفارقات الغريبة والمضحكة أحيانا التي تنتج عنها إلا عندما سمعت قصصها
:))
من المواقف التي أجببت أن أنقلها لكم ما ذكرته أمي عزيزة لحادثة صارت قبل سنوات لإحدى صديقاتها المقربات
كانت تلك الصديقة في زيارة لأمريكا مع أولادها وزوجها وتحديدا لولاية شيكاغو المشهورة بالإجرام والقتل
تقول أمي عزيزة أن صديقتها رأت أن الشرب مباح في أمريكا وعلى أي وقت وليس كما تشاهد بالأفلام بالليل فقط
وكانت تعلم أن السلاح ليس محظورا في أمريكا ومن السهل إقتنائه وإستعماله لأي سبب كان
وأن قتل الإنسان أسهل بكثير من قتل الكلب أو القطة
!!!
كان الرعب يملأ قلبها من أي سوء محتمل يمكن أن تتعرض له في هذه الولاية الخطرة
وتقول أمي عزيزة بأن زوج الصديقة ربما بالغ قليلا بتحذير زوجته من أهمية أخذ الحيطة والحذر بهدف أن لا تتجرأ وتخرج بمفردها !
المهم أن الصديقة سكنت مع وزوجها وأولادها في فندق خمس نجوم ... ومع الوقت أحست بالأمان بهذا المكان واطمأنت له
وفي ليلة نزل الزوج والأولاد لأحد مطاعم الفندق في الدور الأرضي وتأخرت الصديقة قليلا لتستكمل زينتها
تقول الصديقة : أحببت أن أتزين بسلسلة الذهب السميكة التي أحضرتها معي وأقراط الذهب المتدلية وكملت زينتي بخاتم الذهب الضخم ... الفندق أمان وحسافة أرجع الكويت وما تزينت فيهم !
من الدور الثامن أخذت الصديقة المصعد وكبست على زر الدور الأرضي
في الدور الخامس توقف المصعد ودخل رجل أسمر طويل وضخم
شهقت لا إراديا بهلع حقيقي وأنا أضع يديّ الثنتين على رقبتي وعلى أذني وأفكر بسرعة كيف أخفي الخاتم
هذا الذي لم أتوقعه .... وأخيرا حصل ما أخاف منه ... بمفردي بمصعد مع رجل خطر
توقف الزمن وأنا أكاد أنشل من الرعب ونظرات عيوني تركزت على الرجل الأسمر برجاء أن لا يمسني بسوء
وهو ينظر إلي كمن يتسلى بتعذيبي
المصعد يتحرك ببطء بدون توقف ... أشعر أن لحظة إنهياري قريبة جدا ... لا نزال نتبادل نظرات الرعب من جهتي والسخرية من جهته ويداي متشبثتان بكنزي الثمين
أضاءت أخيرا علامة الدور الأرضي
قبل أن ينفتح الباب بلحظات صرخ الرجل الأسمر
بخخخخخخخ
بوجهي وهو يمد يده الثنتين نحوي
صرخت لا شعوريا بقوة وخوف لينفتح باب المصعد وفلاشات كثيرة تبرق بوجهي
كنت أفكر بسرعة كيف علموا بي وسمعوا صرختي وتجمعوا بهذا العدد لتصويري
إبتسم الرجل الأسمر وخرج بثقة تتبعه فلاشات المصورين
كنت لا أزال عايشة بهاجسي وأفكاري تقنعني بأن الله نجاني من شر واقع لا محاله وكيف أستطتاع المحتال أن يتحلى بكل هذه الثقة ويخرج أمام المصورين كأن شيئا لم يكن
؟؟؟
تنفست هواء الحرية بقوة وجريت محو طاولة زوجي وأولادي حيث الأمان حيث ألقيت بنفسي ودقات قلبي تدق بقوة
أما الرجل الأسمر فجلس على طاولة غير بعيدة عنا وإبتعد المصورين عنه وراح يؤشر لي بيده ويغمز لي بعينه وهو يبتسم
:)
لاحظ زوجي رعبي ونظرات الرجل الأسمر وشقاوته من بعيد معي وسأل : إش صاير ؟
حكيت لزوجي لحظات الرعب التي عشتها وأن توبه أتحرك بمفردي في هذه البلدة وماذا لو كان هذا الرجل ثملا ويملك مسدسا لكنت في عداد الأموات بسبب ذهب إشتهيت أن أتزين فيه
؟
ضحك زوجي وهو ينظر للرجل الأسمر وقال لي :
هذا الممثل المشهور بيل كوسبي ... يشتري مثل ذهبك أطنان
!!!
لم يمر وقتا طويلا حتى أتى الجرسون وبيدة بطاقة تقول : حساب طاولتكم على بيل كوسبي